مازلنا نطوف فى حديقة القران الكريم باشجاره وثماره اليانعة الشهية واليوم نحن مع شجرة غالية وهى سورة الكهف وهى سورة مكية تسبق سورة مريم وتلحق بسورة الاسراء وعدد اياتها 110 ايه وهى من السور المكية المتاخرة فى النزول وتتوسط القران الكريم فهى تقع فى الجزئين الخامس عشر والسادس عشر
وعن سبب نزولها عن ابن عباس قال بعثت قريش النضير بن الحارث وعقبه بن معيط الى احبار يهود المدينة ليسالوهم عن محمد ورسالته فذهبوا وسالوا احبار اليهود عن رسول الله فقالوا لهم اسالوه عن ثلاث نامركم بها فان اخبركم بهن فهو نبى مرسل وان لم يفعل فهو ليس بنبى اسالوه عن فتية ذهبوا فى الدهر الاول ما كان من امرهم وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الارض ومغاربها وسلوة عن الروح ما هى فان اخبركم بذلك فهو نبى فاتبعوه وان لم يخبركم فهو رجل متقول فاصنعوا فى امره مابدا لكم وعادوا الى قومهم وذهبوا لرسول الله فسالوه فقال لهم اخبركم غدا عما سالتم به فانصرفوا ومكث رسول الله خمس عشر ليلة لا يحدث الله له فى ذلك وحيا ولا ياتيه جبريل حتى ارجف اهل مكة وقالوا وعدنا محمد بليلة واليوم خمس عشر ليلة وحزن رسول الله لمكوث الوحى عنه وشق عليه ما يتكلم به اهل مكة ثم جاؤه جبريل من الله بسورة الكهف فيها معاتبه اياه على حزنه وخبر ما سالوه عنه من امر الفتية والرجل الطواف وامر الفتنة
ومن خصائص سورة الكهف فيها بيان منهج التعامل مع الفتن المتنوعة ومنها فتنة الدين وفتنة المال وفتنة الاهل والعشيرة وفتنة العلم وفتنة الولد وفتنة الاغترار بالدنيا وفتنة ابليس وفتنة ياجوج وماجوج ووضحت طرق النجاة من الفتن باتباع المنهج الربانى
وانفردت سورة الكهف بذكر قصة اصحاب الكهف والخضر وذى القرنين وبداءت بلفظ الحمد لله وهى احد خمس سور التى بداءت بهذا وهى الكهف والفاتحة والانعام وفاطر وسبا
وعن فضلها قال رسول الله صل الله عليه وسلم من قراء الكهف يوم الجمعة اضاء له من النور ما بين الجمعتين ولها فضل فى العصمة من فتنه المسيح الدجال فقال النبى فمن ادركه منكم فليقراء عليه فواتح سورة الكهف وقال ايضا من حفظ عشر ايات من اول الكهف عصم من الدجال وقال ايضا من قراء الكهف يوم الجمعة فهو معصوم الى ثمانية ايام من كل فتنة تكون وقال من قراء الكهف يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه الى عنان السماء يضئ له يوم القيامة وغفر له ما بين الجمعتين
احرصوا على قراءة سورة الكهف يوم الجمعة اثابكم الله
مش كده ولا ايه
