استوقفتني العديد من السنابات والبوسات للاحتفال بليلة القرنقعوه مشاهد لمظاهر الفرح، ولكنها تحمل في طياتها شيئًا من المبالغة التي لم تكن يومًا جزءًا من قيمنا. أنا لا أنتقد أحدًا، ولا أزكي نفسي، ولكن هذا لا يجوز! الغِنى الحقيقي ليس في البوفيهات الفاخرة، ولا في التنافس على أفخم الهدايا، ولا في استعراض من يصرف أكثر. الغنى ليس بهذا الشكل، بل هو في البساطة التي تحفظ البركة، وفي الفرح الذي لا يفقد جوهره بسبب التكلف. كانت الفكرة تدور حول الاحتفال بعطاء الشهر الكريم، وتعليم الأطفال قيمة الصدقة والتواصل الاجتماعي، لكن للأسف، مع مرور الوقت، تحول الأمر إلى استعراض ومبالغة غير مبررة. ما نراه اليوم من بوفيهات فاخرة، وهدايا مبالغ فيها، ومنافسة غير صحية بين الأسر، ليس من جوهر هذه المناسبة. بل هو انعكاس لموجة الاستهلاك المفرط التي تغزو كثيرًا من تقاليدنا الأصيلة. لماذا نحتاج إلى التفاخر في كل شيء؟ لماذا نربط الفرح بالإسراف؟ هذا ليس جوهر رمضان، وليس ما تربينا عليه. نعم، من حق الجميع أن يحتفل ويستمتع، لكن بتوازن، دون أن نُحمل أنفسنا وأهلنا فوق طاقتنا، ودون أن نُفقد الأطفال القيمة الحقيقية لهذه الليلة. البسوا، اكشخوا، استمتعوا، لكن اجعلوا لهذه الليلة معنى أعمق من مجرد المظاهر. رمضان شهر الرحمة والبساطة، وليس شهر التنافس في الهدايا والمظاهر الفاخرة. فلنعد إلى جوهر الأمور، إلى الفرح البسيط الذي كنا نعيشه، وإلى البساطة التي تجعل الأشياء أكثر جمالًا.
