أحيانا تكون من الأشخاص الذين يرتكبون اخطاءً متكررة ،ويلتمسون لأنفسهم في كل مرة مبرر ما ،يلقون بعاتقه على فعل الآخرين ،وإن ماصدر منهم لم يك خطأ بل هو رد فعل يتناسب مع فعل صدر من الآخر .
وهكذا يقضون حياتهم في نمط تفكير واخطاء معرفية مكررة من دون أن يتوقفوا ليفهموا ذواتهم والسبب خلف مايحدث من تجارب حياتية مكرورة ومتشابهة السيناريوهات.
قد تكون أحد أسباب تكرار هؤلاء الأشخاص لمواقفهم المغلوطة هو التربية الوالدية.
كأن يكون تربى تحت سيطرة أب متسلط يصادر رأيه وخياراته فتبدأ شخصية الابن بالتركيب على نحو يجعله مستعدا دوما للخضوع لشخص ما ، ليعيد نفس سيناريو الأب المتسلط فيقع تحت سيطرة زوجة يخشى التعبير عن رأيه ورغباته ومشاعره أمامها كما تعود أن يفعل مع أبيه المتسلط أو امه المتسلطة (أثر البيئة الوالدية) وقد يمتد التحكم بشخصيته إلى الأبناء أو حتى المقربين.
هذا النوع من الأشخاص إن واجهوا يوما ما من يكون لهم (مرآة) يريهم ما في دواخل ذواتهم و تلك التشوهات الفكرية والسلوكية ويشير لهم إلى سبب تكرار نفس نمط التفكير والوقوع في الخطأ لمرات عدة ، ستسبب لهم هذه المواجهة صدمة نفسية كبيرة .
لأن العقل الواعي التقط الصورة المشوهة لذواتهم في المرآة (الشخص الذي صارحهم بالحقيقة أو المعالج النفسي) .
عندها فإن الألم النفسي من اكتشاف تلك الحقيقة سيكون شديدا جدا لذا سيلجأ العقل اللاوعي لحيل دفاعية ليحميهم من عذاب نفسي لايريدون المرور به عبر مواجهة الحقيقة والإعتراف بها.
ومن هذه الحيل الدفاعية هي ميكانيزما الدفاع النفسي (الاسقاط).
فيلقي هذا الشخص بالتشوهات التي عكستها له المرآة ويسقطها على المرآة نفسها ويتهمها بأنها مرآة مكسورة أو متسخة لاتعكس صورته الحقيقية.
سيلقي باصابع الإتهام على الشخص الذي أشار بكل وضوح إلى مكامن الخطا الفكري فيه.
ويسقط عليه مافي ذاته هو .
وينعته بصفات مثل، أنت شخصية سامة ،لقد اهنتني ،أنت لاتحترمني،أنت متعنت ومتسلط وتتعمد التقليل مني .
ثم يبدأ بالشعور بالكراهية تجاه المرآة(الشخص) ويفضل تحطيمها بضربة قاضية كي لا يرى صورته الداخلية الحقيقية فيها.
التبرير والاسقاط والنقلة (النقلة تحدث ضد المعالج النفسي) من حيل وميكانزمات الدفاع النفسي التي يستخدمها (اللاوعي) كثيرا مع هذا النوع من الأشخاص ليحميهم من ألم المواجهة والإعتراف بالحقيقة.التي تتطلب منهم تعديل أفكارهم الخاطئة وسلوكياتهم المغلوطة المتكررة والتي كانت إحدى أسبابها هي البيئة الوالدية غير السوية نفسيا.
مع إن جوهر حل المشكلات وتعديل الأخطاء هو عبر الإعتراف بها ومواجهتها ثم تقبلها حيث لابد من العبور عبر الألم للشفاء منه .
عبور النهر يتطلب الانغماس في الماء حتى البلل.
اختصاصي نفسي
عضو المجلس الإستشاري الأسري العراقي