فى البداية لايهمنى مقاله رئيس أو رئيس وزراء حول انهيار الفن والدراما التى تقدم حاليا ، بل هى منذ عام 2011 ومع نكسة يناير ، وليس ثورة يناير كما يسميها البعض ، فهى التى أفرزت أنواع ونماذج ولغة وفن يشوة العادات والتقاليد ، ويدمر القيم والمبادئ ، فقد كان يقم فى رمضان فى الثمانيات التسعينات مسلسلات دينية وأسلامية ، ومن اشهر المسلسلات الدينية فى رمضان ، مسلسل
محمد رسول الله هو مسلسل ديني من إنتاج شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات ، انتاج عام 1997 م. ، مكون من خمسة أجزاء يروي قصص عدد من الأنبياء ابتداء من النبي إبراهيم انتهاء بالنبي محمد متضمنا في طي الأحداث البشارات التي وردت علي لسان الأنبياء بالنبي الخاتم وما جاء في الكتب السماوية المنزلة عليهم من نعوته وصفاته، ثم تتوالي الأحداث حتى تنتهي بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
فمنذ عام 2011 م. والدراما المصرية أصبحت فى قفص الاتهام!.. فمن أشار إلى تدنى المستوى الأخلاقى فى كثير من المسلسلات هو الرئيس بنفسه، إذن كيف نحل المشكلة التى وصلت إلى هذا الحد المؤسف؟
بتحليل البيانات لتقييم أداء الممثلين والتفاعل مع الجمهور.
1 – تحديث أساليب الإنتاج والإخراج:-
- زيادة الاستثمار في معدات التصوير والحرص على تطوير الإنتاج لتحسين جودة الصورة والمؤثرات البصرية.
- تبني أساليب إخراج جديدة تستفيد من تقنيات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي.
- تعزيز الإنتاج المشترك بين المؤسسات المحلية والدولية لتبادل الخبرات.
الحقيقة أن الدراما المصرية بعافية منذ فترة طويلة وليس الآن فقط ، فالشباب لا تستهويهم الأعمال الدرامية إلا فيما ندر ، كما أن المسلسلات ذات النصح والإرشاد والمثالية الزائدة كأنها وجبات معلبة وليست بحرفية.
بصراحة أكثر ، لقد قدمت أجيال سابقة دراما بالأوامر المباشرة ، قدمها وحيد حامد شيخ وعم كتاب مصر كلهم فى مسلسلات منها مسلسل العائلية ، بل إن وحيد حامد بنفسه قدم صورة ضابط الشرطة الذى يحارب الفساد أكثر من مرة ، منها فيلم اللعب مع الكبار مثلًا… بينما قبلها بسنوات حسن الإمام قدم ثلاثية نجيب محفوظ براقصاتها وكأن البلد لم يكن فيه إلا الراقصات… هذه نماذج بسيطة لبحر من الدراما والسينما المصرية الملىء بأفلام عنف وأفلام حب ومسلسلات على كل لون.
هل معنى كلامى هذا أننى أدافع عن مسلسلات البلطجة؟ بالطبع لا، لكنى أقول إن السوق يجب أن يكون فيها تنوع، ومواجهة الردىء لا تأتى إلا بإنتاج الجيد.. وفساد الاختيار والشللية دمرا الدراما المصرية خلال السنوات الماضية.. أغلقوا باب ورش الكتابة وأفتحوا الأبواب للمبدعين.. وكفوا الأذى عن الناس بمنع الألفاظ الخارجة ، ينصلح الأمر بالتنوع وليس بالاحتكار.
فالدراما الجديدة ، أصبحت تركز على الطبقات التي تشكل هاتين الكتلتين السكانيتين، سواءً الأثرياء الجدد في الأحياء المسوّرة، أو المهاجرين من الريف إلى العشوائيات. وإذا ما تم التعبير عن الطبقة الوسطى في أعمال نادرة مؤخراً ، فإن ذلك يتم بلغة شرائحها الأكثر ثقافة وانفتاحاً، أو بمعنى أدق، تُقدَّم من منظور كتّاب وصنّاع الدراما أنفسهم ، بمشاكل تراها الطبقة الوسطى العادية بعيدة عنها ولا تمتّ إليها بصلة”.
“على سبيل المثال، قد يظهر مشهد لشاب وفتاة من الطبقة الوسطى يتبادلان التحية بالقُبل على الوجنات، فيراه المشاهد من الطبقة الوسطى العادية التي تعيش أزمات متلاحقة، فعلاً خيالياً لا يمارسه في الواقع، وبالتالي لا يشعر بأنه يمثّله”.
أنه مع مرور الوقت، “باتت هذه الطبقة الوسطى القديمة والمحافظة تشعر بتزايد اغترابها وانهزامها أمام الدراما الجديدة، وأمام الإعلانات الاستفزازية التي تقطع سياق المشاهدة كل خمس دقائق”.
إن التدهور الاقتصادي الناجم عن عمليات تعويم متكررة للعملة المصرية “أثّر بشكل كبير على الطبقة المتوسطة ، وهي الفئة التي كانت الدراما المصرية تركز عليها منذ ثمانينيات القرن الماضي ، وهو ما يُعرف بـ العصر الذهبي للدراما المصرية”.
فخلال هذه الفترة ، “كانت الدولة تتحكم في الإنتاج الدرامي حتى ظهور شركات الإنتاج الخاصة في بداية الألفية الثالثة ، مما أتاح الفرصة لدخول عدد من المخرجين السينمائيين إلى عالم الدراما ، وذلك قبل 2011 بعدة سنوات وحتى عامي 2014 و2015. من بين هؤلاء المخرجين نجد مثلاً تامر محسن، وكاملة أبو ذكري، ومحمد ياسين، وغيرهم من الذين سعوا إلى تقديم أعمال تعكس التوتر الطبقي والاقتصادي بشكل غير مباشر”.
من هذه الأعمال، مسلسل “هذا المساء” (تامر محسن، 2017) و”بمية وش” (كاملة أبو ذكري، 2020) “اللذان قدّما على الأقل حداً أدنى من التوتر الدرامي المرتبط بالصراع الطبقي، حيث يصوّر العمل شخصيات من الطبقة المتوسطة تطمح إلى تحسين مستواها المعيشي”.
كذلك، يمكن رؤية هذا النهج أيضاً في مسلسل “تحت الوصاية” (محمد شاكر خضير، 2023)، حيث يجري أيضاً استكشاف التوترات الاقتصادية والاجتماعية ،
الذي يرى مع ذلك ، أن “هذه الأعمال تظل قليلة، حيث لا يتم إنتاج أكثر من عمل واحد يعكس هذا الواقع في كل موسم منذ 2017 حتى الآن”.
الحقيقة المرة أن الدولة هى السبب الرئيسى فيما يحدث الان فى الدراما المصرية منذ إلغاء وزارة الإعلام وإغلاق صوت القاهرة ومدينة الإنتاج الإعلامي .. واتحاد الإذاعة والتليفزيون… الخ
إن احتكار المتحدة لكل القنوات والإنتاج والتحالف مع المستثمر و مشاركته لإنتاج بعض الأعمال الفنية والدرامية سبب رئيس لما وصلنا إليه.