بسم الله الرحمن الرحيم
الَّلهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الوَصفِ وَٱلوَحْيِ وَالرِّسَالَةِ وَالحِكْمَةِ وَعَلى آلِهِ وَصَحبِهِ وَسَلِّمْ تَسليماً،
( نور الحقيقة المحمدية: في ظلال آل بيت النبوة وإشراقة التصوف )
على مدى قرون، ظل نور الإسلام منيراً بفضل الرسائل السامية التي حملتها دعوات الحق، واستمدت قوتها من تجليات العشق الإلهي والوفاء المطلق لآل بيت النبي الأعظم صلى الله تعالى عليه وآله وسلم. ومن هذا المنبر النوراني برز سماحة السيد الشيخ شمس الدين محمد نهرو الكسنزان القادري الحسيني، الذي حمل رسالة استمدها من عمق التجربة الصوفية وروحانية أهل البيت الأطهار.
إن إعلاء مكانة آل بيت النبوة ليس محاولة لتغيير التراث الصوفي، بل هو العودة إلى أصالة الروح، حيث يتجلّى الإيمان الحقيقي في ضياء التضحيات والمواقف البطولية التي سطرها آل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام ، خاصةً في شخصية الإمام الحسين الشهيد الذي بذل روحه فداءً لنهضة الإسلام.
✦أهمية آل بيت النبوة في عمق التصوف
لا يُعد آل بيت النبي مجرد نسب أو رمز تاريخي، بل هو المصدر الذي ينبثق منه نور الإيمان والعشق الرباني ففيه تتجلى معاني الوفاء والتضحية والعدل، وهي القيم التي كانت وما زالت حجر الزاوية في بناء حضارة إسلامية ترتقي بالروح وتسمو بالوجدان ينساب هذا النور في قلوب المؤمنين عبر تفسيرات التصوف التي رصفت دروبهم بمعاني السمو والتكريس الذاتي، حيث يُعتبر الاعتراف بمكانة أهل البيت الأطهار ضرورة لا غنى عنها لفهم العمق الروحي للإسلام.
✦جوهر التصوف والإيمان ببيت النبوة
لم يكن التصوف يوماً مجرد طقوس سطحية، بل هو طريق نحو التنوير الداخلي والاتصال المباشر بنور الله ورسوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.
إن التصوف في جوهره يتبنى منهجية محبة صافية تتجاوزها إلى فهم عميق لفضائل آل بيت النبي عليهم الصلاة والسلام ، فكل معلم من معالم التصوف يشير إلى أن سر الوصول إلى الحقيقة يكمن في محبة أهل البيت والاقتداء بسيرتهم العطرة. وهذه الروح تتجلى في كل كلمة وكل حركة، مستمدة من تضحيات الإمام الحسين الشهيد عليه الصلاة والسلام الذي أسهم بفداءه في إشراقة الإسلام وارتفاع درجاته الروحية.
✦الرد على الاتهامات والتأكيد على الأصالة
يواجه بعض الأصوات اليوم اتهامات متعجرفة بأن سماحة الشيخ شمس الدين يسعى لتحريف التراث الصوفي وتوجيهه نحو اتجاهات تبدو وكأنها تغييراً في المسار التقليدي إلا أن هذا الاتهام يفقد من مصداقيته أمام الحقائق الروحية التي أرخاها التاريخ الإسلامي
فالمحاضرات والمخاطبات التي يلقيها سماحة الشيخ شمس الدين الكسنزان مع مريديه والى العالم اجمع لا تهدف إلى تبديل المنهج بل إلى تجديده وإعادة إحياء روح الإخلاص والعشق لله ولرسوله ولأهل بيته الأطهار
إن التركيز على فضائل آل بيت النبوة هو إعادة التأكيد على أن التصوف الحقيقي لا يتجزأ عن ذكر معاني العشق الإلهي والوفاء المطلق للأنوار التي أنارت طريق البشرية.
✦أقوال حضرة السلطان الخليفة محمد المحمد الكسنزان قدست أسراره:
في هذا السياق، كان لحضرة السلطان الخليفة محمد المحمد الكسنزان قدست أسراره ما يلهم النفوس ويضيء الدروب فقد قال:”إنّ الإمام الحسين الشهيد عليه الصلاة والسلام، بنبوغه وتضحيته، رسم طريق النور الذي بلغ به الإسلام مرتبة السمو الروحي؛ فكل قطرة من دمه كانت شعاعاً ينير قلوب المؤمنين، ولولاه لما أدركنا معاني العبادة والتفاني في سبيل الله.”
هذا القول يُعبّر عن عمق الإيمان الذي ينبثق من سيرته العطرة، فهو ليس مجرد سطر في تاريخ البطولة، بل هو رمزٌ للتجديد الروحي والتمسك بمبادئ الحق.
إن التأكيد على أن تضحيات الإمام الحسين كانت الأساس في وصول الإسلام إلى ما نحن عليه اليوم هو تجسيد لفكرة أن التراث الإسلامي قائم على بذور من نورٍ لا ينضب، تُزرعها القلوب النقية الملتزمة بقيم العشق والتضحية.
✦أبعاد روحية عميقة
يمتد البحث في عمق التصوف إلى ما وراء الشعائر والطقوس، حيث يصبح الطريق عبارة عن رحلة داخلية نحو الذات والكون. إن منتهى هذه الرحلة هو إدراك أن الله متجلي في كل تفاصيل الحياة، وأن أهل البيت الأطهار هم المرايا التي تنعكس فيها هذه الحقيقة. فكل كلمة يتداولها سماحة الشيخ شمس الدين الكسنزان مع مريديه أو مع المجتمع تحمل في طياتها دعوة للتأمل في معاني الإخلاص، وللتذكير بأن رسالة الإسلام تظل ثابتة في حبها للعطاء والتضحية، وأنها لا تقبل التجزئة أو التفكيك مهما زادت الأصوات المحايدة عن الأصل.
إن التأكيد على مكانة آل بيت النبي والأئمة الأطهار ليس محاولة لتغيير مسار التراث، بل هو تأكيدٌ على أن التصوف لا يُستكمل إلا بتقديس هذه القيم السماوية.
إن كلمات حضرة السلطان الخليفة محمد المحمد الكسنزان ( قدست أسراره ) تظل نبراساً يضيء دروب المؤمنين، داعيةً إياهم إلى استحضار روح الإمام الحسين الشهيد ، ومتابعة الطريق الذي يقود إلى السمو الروحي والاتصال المباشر بنور الله.
فلتكن هذه الكلمات منارات تنير القلوب، داعية الجميع إلى العودة إلى حقيقة الإيمان المستمدة من نور آل بيت النبي الأعظم ، لعل في ذلك تجدداً للأمل وإشراقاً لروح المحبة والعشق الذي يميز الحق المحمدي والحمد لله رب العالمين.