ما اكثر ما تمر به امتنا الان من ازمات تنخلع لها القلوب وتذوب معها الافئده وتختل بها العقول وبقدر ما تكون مؤلمة فانها ايضا تكون دالة على ما لدى امتنا من امكانيات وطاقات تجعلها مطمع الاعداء والاعتداء من الاخرين ولقد كتب علينا القتال على مر العصور والازمان مع اننا امه تنادى بالسلام ولا تعتدى ولا تجور الا دفاعا عن الارض والعرض كما امرنا الاسلام
التعامل فى تلك الازمات يحتاج الى مهارات خاصه واستعداد نفسى ولا تضعنا هذه الازمات تحت ضغوط نفسية تصيبنا بالاحباط والياس وتجعلنا نفقد التركيز ويتمكن الهلع والخوف منا فنصاب حينها بالخلل فى التفكير واتخاذ القرار ولقد لفت القران الكريم نظرنا الى هذا وقت الازمات والشدة فقال تعالى ولا تهنوا ولا تضعفوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين
ولكى تزداد ثقتنا فى انفسنا ونكون متاكدين من نصر الله عز وجل لنا لابد ان نتامل التاريخ السابق لنتاكد ان هذه الازمات بكل قسوتها ليست غريبة عنا بل ما نحن فيه الان يعتبر اخف من غيرها مما سبق انظروا وتذكروا المغول والتتار والصليبيين وغيرهم التى استمرت سنوات وسنوات وسفكت الدماء وذبحوا الاطفال والنساء ودمرت مقدسات وصالوا وجالوا فى ربوع بلاد المسلمين كان لم يكن لها اهل وظنوا انهم مانعتهم حصونهم عنا ثم جاءت الانفراجة واستعاد المسلمين وعيهم وقوتهم وانتصروا على اعدائهم واخرجوهم من ارضهم وباذن الله سنتجاوز ما نحن فيه الان من ازمات كما تجاوز اجدادنا من قبل عبر التاريخ فيذكرنا تاريخنا اننا امة كتب علينا القتال ووعدنا الله عز وجل بالنصر المبين
يجب علينا كامة الاسلام كلها ان نجتمع على كلمة سواء ولا نختصر موقفنا على الجانب النفسى والشجب والبيانات بل نترجم هذا كله بما فيه من حزن والم الى موقف عملى كالتبرع بالمال والاعمار ورفض التهجير القصرى ومنع انهاء القضية باستخدام كل انواع الضغط السياسى والعسكرى اذا لزم الامر فعار علينا بل قمة العار ان تكون هناك دول عربية واسلامية تقيم العلاقات والتصالح بل التحالف مع الكيان الصهيونى المعتدى
يجب علينا ان ندعوا لاخوتنا فى غزة والضفة وكل بقاع الارض المستضعفين والدعاء امر مطلوب من المسلمين فى كل وقت وحين وخاصة وقت الازمات وهو ليس حيلة العاجز كما يقال ولكن الدعاء والتقرب الى الله سبب مهم من اسباب النصر باذن الله فقال تعالى وكاين من نبى قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما اصابهم فى سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين وما كان قولهم الا ان قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا فى امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فاتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الاخرة والله يحب المحسنين
لابد لنا وقت الازمات ان نحسن الظن بربنا وبما وعدنا به فذلك يخفف من الالم ومحن الازمات فعن ابو هريرة قال قال رسول الله صل الله عليه وسلم يقول الله تعالى انا عند حسن ظن عبدى بى وانا معه اذا ذكرنى فان ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى وان ذكرنى فى ملا ذكرته فى ملا خير منهم
لابد لنا ان ننصر الله حتى ينصرنا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم وما النصر الا من عند الله يا امة محمد
مش كده ولا ايه
