لا شك أن كل شىء يجرى فى الكون هو بأمر الله، وأى أحداث نراها من خير أو شر هى من تدابيره سبحانه وتعالى، وله حكمة فى ذلك، ومنظورنا البشرى وأفكار عقولنا التى مهما بلغت من نضج الفكر واتساع الخيال لا تصل إلى ما يدبره خالق هذه العقول للبشر من فضل ورحمة وأن هناك ما يجرى من أحداث نراها شر ولكن الله جل جلاله فى محكم آياته فى سورة البقرة قال : “وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” صدق الله العظيم.
ولذا ما يحدث الآن من تجبر رئيس دولة عظمى باستخدام قوته العسكرية فى قصف وتدمير وقتل البشر فى بعض الدول العربية ومساعدته وإمداده بالعتاد والأسلحة العسكرية المتطورة للكيان الصهيونى الإرهابى فى إبادة الشعب الفلسطينى ومحاصرته وتجويعه لإجبارهم على تهجيرهم قسريا من أرضه، بالإضافة إلى التهديد بضم دول بجواره إلى دولته وإشعال حرب تجارية عالمية بين دولته وكل دول العالم لعله خيرا ربما تكون هذه بداية نهاية لهذه الدولة المتغطرسة ورئيسها المتجبر فى الأرض وانهيارها وتفتيتها.
ولنا فى سير التاريخ حكم عبر ومنهم “النمرود” أول جبار فى الأرض، وكان ملكا تحدى الله وتجبر فى الأرض وادعى الربوبية فأرسل الله عليه وجنوده ذبابًا وبعوضا بحيث لم يروا عين الشمس وسلّطها الله عليهم فأكلت لحومهم ودمائهم وتركتهم عظامًا باديةً ودخلت واحدةٌ منها فى أنف النمرود فكان يُضْرَبُ رأسُه بآلات حادة وأحيانا يجعل خدامه يضربونه بالأحذية لتخفيف آلامها حتى أهلكه الله عز وجل بها، وقارون الذى خسف الله به الأرض هو ورجاله بعد أن طغى وتجبر بأمواله وسطوته وهناك الإمبراطوريات التى انتهت إلى زوال وهولاكو سفاح التاريخ، الذى أيضا تجبر وحرق الأخضر واليابس وقتل وسفك دماء ملايين البشر وهتلر الذى دمر عشرات الدول على سكانها وغيرها من قصص التاريخ التى بها نهاية كل متجبر وطاغية.
وهكذا عندما تبلغ فتنة الزينة ذروتها والقوة غطرستها والغرور والكبرياء والتجبر أعلى مراحلها على الضعفاء واستخدامها فى البطش والإحساس بامتلاك الأرض وما عليها فلابد أن تتدخل القدرة الإلهية لتضع حدا للفتنة وتحطم هذا الغرور والكبرياء ولن يجدوا من ينصرهم من دون الله.