**قبل ٤٥ يوما من الحدث الكبير المرتقب (كأس العالم للأندية) بدأ على ستاد الكلية الحربية مساء اليوم مهمة فريق الإنقاذ المكلف بإدارة المباريات الستة التي- في تقدير أغلب مشجعي الأهلي-لها أهمية قصوى لأنها فرصتنا الوحيدة للعودة إلى الساحة الإفريقية التي سيطرنا عليها لسنوات طويلة وانتهت بخروج من قبل نهائي دوري الأبطال – بفعل فاعل – ونحن على أعتاب إنجاز تاريخي ولكنها مشيئة القدر ونحن صابرون ومتقبلون وآملون أنه رب ضارة نافعة..
**مهمة الإنقاذ ثلاثية يتحملها بأقساط متساوية: أولا : الجهاز الفني والإداري بالتضامن مع الكابتن الخطيب ومجلسه والطرف الثاني هم اللاعبون الذين انزاحت عنهم الغمة وانتهى عصر كولر وتحكماته وشطحاته وعادت الثقة – أو هكذا من المفترض ان يحدث- بين لاعبين هم الأفضل والأحسن على مستوى مصر وإفريقيا..
**أما العنصر الثالث هو الجمهور الصابر المخلص وهو بالتأكيد اللاعب رقم واحد والدينامو الحقيقي وراء كل الألقاب والبطولات التي حققها الأهلي على مدى ١١٨ عاما .
**جاءت البشائر اليوم إيجابية ..ندية..ناجحة: بدءا من حرص عدد لا بأس به من الجمهور على الحضور وغامر بذلك رغم أنباء العاصفة الترابية وتأثيراتها السلبية ..
جاء الجمهور مادا يده، مصافحا الجهاز الفني الجديد(عماد النحاس- محمد يوسف- محمد شوقي وزملائهم ) في صورة مؤثرة مهدت الطريق للمدير الفني لكي يتقدم بشجاعة لهذه المسئولية، مقدرين له عربون المحبة الذي قدمه للجماهير في مباراة بتروجيت العنيد والمنظم بإدراج الثلاثي أفشة والسولية ومعلول في قائمة المباراة، تأكيدا عمليا أنه انتهى زمن (فرق ..تسد) وما تبعه من إجهاض لعزائم اللاعبين المقاتلين في الملعب وهو الامر الذي نرجو له أن يمتد قريبا وبسرعة لمنظومة التعاقدات مع اللاعبين ويحررها بعد الدراسة الجيدة والمستفيضة من شوائب لحقت بها منذ أيام موسيماني واستشرت برعاية الجزار كولر ولا داعى لفتح هذا الملف الحزين ونحن في بداية مهمة للإنقاذ، ندعو الله جميعا أن تكلل بالنجاح .
**كان من الطبيعي أن نشاهد مباراة ذات أداء مختلف اليوم، ساعد على نجاحها أن الفريق المنافس واثق من نفسه وأدواته التي جاء بها مدربه وخبرته السابقة في اللعب بندية أمام الأهلي مباراة -تكون غالبا- مفتوحة ممتعة.
**بالفعل الشكر مستحق لمدربي الأهلي وبتروجيت معا لأنهما حاولا رغم الظروف أن يقدما مباراة في كرة القدم، افتقدناها منذ زمن بعيد وأعتقد أنها أرضت تماما الجماهير وسيحدث عنها النقاد والمحللون بصدى طيب تستحقها بالفعل.
**جاءت المباراة – كما قلنا- مثيرة، يصعب التنبؤ بالفائز، وأعتقد أن النحاس بذل جهدا كبيرا في التحدث مع لاعبي الأهلي مرتين، الأولى بعد مباراة بيراميدز المتصدر مع حرس الحدود والتي انتهت بغرابة بدلا من التعادل المستحق بين الفريقين (كما يقول أحد شهود العيان) بتدخل عجيب من أحد اللاعبين أهدى هدف الفوز لبيراميدز في الدقيقة ٨٨ ليحافظ على تصدره لجدول الدوري ويصبح بصرف النظر عن نتيجته أمام صن داونز المرشح الاول للتأهل لدوري أبطال افريقيا مع تساؤلات موضوعية : هل سيكون جديرا بالمهمة و سيكمل مسيرة الأهلي أم للبساط الأخضر حسابات اخرى ؟
** هذه المرة الاولى التي كان على النحاس أن يتحدث فيها مع الفريق والمرة الاخرى في غرفة خلع الملابس بعد نهاية الشوط الاول بالتعادل ٢-٢ بهدفي وسام أبو علي العائد بثقة وعمرو السولية العائد بشوق إلى صفوف الفريق بعد الإقصاء المؤقت، وإن كان دفاع الأهلي وبدعم من الحكم معروف لم يعجبه تقدم الأهلى وأراد ان يقتل توهجه بضربة جزاء ثم هدف ثاني للنيجيري لاكي المتخصص في التسجيل في شباك الأهلي.
**كان طبيعيا أن يأتي الشوط الثاني مختلفا، نعم المباراة مفتوحة والأهلي يسهى للفوز الذي لا بديل عنه وبتروجيت عاد للمباراة ولاحت امامه إمكانية خطف النتيجة وتعميق جراح الاهلي ولم لا؟ ولكن الحمد لله ساندت السماء أطراف الإنقاذ الثلاثة وسجلنا الهدف الثالث من أول لمسة من جارديشار عقب نزوله وبعدها ألغى الحكم الهدف الرابع لإمام الموهوبين بعد تدخل الفار واعتقد أن لحكام الاستوديو التحليلي رأيا أخر .
**وبدلا من تلبية النحاس رغبة الجماهير في نزول على معلول لتكتمل الفرحة ونتخلص من آثار الجزار ولعله ارتأى ان الوقت المتبقى ليس كافيا لإظهار مخزون حماسه وخبرته ليختار للنزول في تغييره الخامس والأخير الفاسوخة أحمد رضا لاعب بتروجيت السابق
**وهكذا انتهى الفصل بتحقيق ال٣ نقاط وإسعاد الجماهير ونلمح دافعا يتنامى لإنجاز المهمة بإذن الله ويحقق نادينا الهدف المرجو بالصعود لدوري الأبطال الموسم القادم إن شاء الله.
صالح إبراهيم
