مقتل 650 من القيادات واستهداف 800 موقع
الاخبارية وكالات
مرت أكثر من ستة أسابيع حتى الآن على إطلاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العملية العسكرية الواسعة النطاق ضد الحوثيين في اليمن، والتي تشهد تنفيذ ضربات جوية وصاروخية هي الأعنف على الإطلاق. ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، أسفرت هذه الضربات عن مقتل نحو 650 عنصرًا من الحوثيين، بينهم عدد من القيادات، إضافةً إلى استهداف أكثر من 800 موقع عسكري.
اللافت أن الضربات لم تعد تقتصر على مواقع الحوثيين العسكرية كالمعسكرات ومراكز القيادة ومنصات الإطلاق للمسيرات والصواريخ ومنشآت تخزين وتجميع الأسلحة وإنتاج المسيرات، والتي غالباً ما تكون في مناطق جبلية أو تحت الأرض، بل توسعت لتشمل بنى تحتية مدنية. فقد دمرت الضربات الأمريكية في الأيام الأخيرة ميناء رأس عيسى النفطي بالكامل، وهو آخر ميناء في مناطق سيطرة الحوثيين على الساحل الغربي قادر على استقبال ناقلات النفط والغاز، بعد أن دمرت إسرائيل البنية التحتية لميناء الحديدة في منتصف العام الماضي. كذلك توسعت الضربات الأمريكية لتشمل استهداف مواقع وتمركزات عسكرية للحوثيين بالقرب من خطوط التماس مع القوات اليمنية الحكومية.
وبحسب مسؤولين عسكريين أمريكيين، أدت الضربات إلى تراجع كبير في القدرات الهجومية للحوثيين، حيث انخفضت هجمات الصواريخ الباليستية بنسبة 87%، وهجمات الطائرات المسيرة الانتحارية بنسبة 65%. ومع ذلك، لم تنجح هذه الضربات في القضاء على تلك القدرات كلياً أو حتى تحييدها أو القضاء على منظومة القيادة والسيطرة للحوثي، إذ يتطلب الأمر تنفيذ عمليات خاطفة للقوات الخاصة أو عمل عسكري بري على نطاق واسع بشكل موازي للضربات الصاروخية والجوية، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
استخدمت الولايات المتحدة في هذه العملية مجموعة كثيفة من الذخائر النوعية، مثل صواريخ الكروز من طراز “توماهوك” التي يتم إطلاقها من على متن مدمرات “أرلي بيرك” وطرادات “تيكونديروجا” وغواصات “أوهايو”، بالإضافة إلى القنابل الذكية JDAM بنسخها المختلفة والتي تتزود بالرؤوس الخارقة للتحصينات، وصواريخ الكروز المطلقة جوا من طرازي AGM-154 و AGM-84H، وقنابل GBU-53/B الانزلاقية، وصواريخ AGM-88E (AARGM) الراكبة للإشعاع والمخصصة لإخماد وتحييد الدفاعات الجوية. وقد بلغت التكلفة الإجمالية لاستخدام هذه الذخائر حتى مطلع الشهر الجاري فقط نحو مليار دولار.من جهة أخرى، خسرت الولايات المتحدة حتى الآن 7 طائرات بدون طيار من طراز MQ-9 ريبر خلال طلعات جوية فوق المدن اليمنية، هذه الطلعات عادة ما تهدف إلى جمع معلومات استخباراتية تكتيكية محدثة لا يمكن للأقمار الصناعية أو الوسائل الأخرى توفيرها بدقة أو بوتيرة تحديث أسرع، وتبلغ تكلفة المسيرة الواحدة من هذا الطراز ما بين 30 إلى 33 مليون دولار، ما يعني أن إجمالي الخسائر على هذا الجانب وصل إلى قرابة 230 مليون دولار.
من المهم الإشارة إلى أن الحوثيين يمتلكون مجموعة متنوعة من أنظمة الرادار وأجهزة الرصد الكهروبصري والحراري، إضافةً إلى منظومات الدفاع الجوي الصاروخية، والتي يعود جزء منها إلى الجيش اليمني السابق، حيث أعيد تأهيلها بمساعدة خبراء إيرانيين، في حين أن الجزء الآخر تم تزويدهم به من قبل إيران. وقد يفسر ذلك سبب نجاحهم في إسقاط هذا العدد الكبير من الطائرات المسيرة الأمريكية، حيث أن هذه الفئة من المسيرات يسهل رصدها واستهدافها بالمنظومات المتاحة لدى الحوثيين بفضل بصمتها الحرارية والرادارية الكبيرة.