عندَ مُنتصفِ اللَّيلِ،
وحينَ يَسكُنُ كُلُّ شيء؛
تدُقُّ ساعةُ الشَّوق
ويَبحثُ قلبي عنكَ كطِفلٍ فَقَدَ أباه،
كُلُّ شيءٍ صارَ حَزينًا، منذ غيابك،
القَمر، أطفَأَ نُورَهُ وانحَنى فوقَ الغُيوم،
يَرقُبُني بوجْهٍ حزين،
حتَّى الأشجارُ وأعمدةُ الإنارةِ
باتت مُنطفِئة،
مَرَّتْ ليالٍ لا يَعرِفُها العَدُّ،
تُهدهِدُ العَتمةُ ونَسائِمُ اللَّيلِ البارِدةُ وَحدَتي،
ويتصاعدُ الشَّوقُ كدُخانِ قلق،
ثمَّ يَسقُطُ في حُضنِ اللَّيلِ مَغشِيًّا عليه،
وحدَها النَّوافذُ تَتنهَّدُ تحتَ وطأةِ الانتِظار،
تَسلَّلَ البَردُ كَلصٍّ إلى المَدينَةِ الحَزينَة،
وسَرَقَ ما تبَقَّى مِن دفءِ الذِّكرى،
وباتَ قلبي بَردانًا، يبحثُ عن دِفءٍ مفقود،
أُحْصي اللياليَ التي يَبتَلِعُها الغِياب،
وأنتظِرُ صَوتَ خُطاكَ،
يَكسِرُ هذا الصَّمتَ المُتَجَمِّد،
عَزيزي سيِّدَ الضِّي، عُدْ مِنْ أَجْلِي ..
فالقَلبُ أَوشَكَ أن يَخذُلَهُ الانتِظار ..!