سيمفونية الوداع لعشق يحترق
كأنّ اللّقاء لم يكن هناك
بل نظرة عشقٍ اختصرت الغياب
امتدّ الشّوق كأوّل حرفٍ
في قصيدةِ عشقٍ لم تُكتب
مّن شهقة احتضارٍ
مّن همسةِ حنانٍ خافةٍ
جعلت القلب ينبض
والرّوح تُزهر
في يومٍ ما
خلف أسوار الغياب
كنّا مجرّد كلمات مفتاحيّة
لا نعرف من نحن
لم نكن نعرف أنّ الغياب أرضًا
جرداء يموت فيها الحبّ واللّهفة
كانت…
مثل نسمات أيلول
ينساب منها الحنين ويسكن جسدي
المتجمد
زهرة أقحوان يانعة
رسمت طريق الأماني
بجبروت وسخاء أنوثتها
كَتبت على صفحات الزّمان
أنا سيّدة الهوى
كلّ كلماتها يفوح منها عطرًا
ممزوج بالأسى
سيمفونيّة الجمال
معزوفة الورق
عاشقة الورد
كان….
يعشق الغموض كما العاشق المسحور
يسرق ضوء القمر
يمدّ يده
يلملم بقايا الذّاكرة
يسافر مع دخان سيجارته
يمسك بذراعها
في لحظة إغراء
أغمض عينيه عن الأحلام
ليؤدي رقصة الوداع
كنّا نرقص
كمن يكتب بالخطى كتاب الوجود
كانت خطواتنا ثابتة
لم نكن نتحرّك
مّع كلّ نفس سيجارة كنّا نحترق
فالرّقص لم يكن رقصة
بل احتراقًا في هيئة عناق
تلاشت اللّحظات
انصهرت القلوب
وبقيّ الرّماد شاهدًا
أنّ الحبَّ، حين يفقد نبضه
لا يترك خلفه إلّا غيمةٍ رماديّة
من وجعٍ الفراق
ذكراه الأولى
تتردّد بين العاشقين
كقصيدة بدايتها شرارة
والنّهاية رقصة رماد يحترق
الجزائر