مساء يوم الثلاثاء الأسبوع الماضي غيم الحزن علي إحدي القري التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية ،وهي قرية ميت القُرشي التي هي مسقط رأسي أيضاً،علي حدث لا يزال يتكرر في مصرنا الحبيبة ،هو مقتل احد الأبرياء يُدعي حسن همام وهو رجل في العقد الخامس من عمره ،علي يد مجموعةمن المنحرفين سلوكياً،وفكرياً نتيجة تعاطي المخدرات ،والسبب معارضته لهؤلاء أشباه البشر لأنهم كانوا يُتاجرون عياناً في منطقته ،فهو كأي إنسان يخاف علي أهله وذويه من تلك الشبهات ،فنشبت مُشادات بينه وبين المجرمين أنتهت بمقتله ،وتم القبض عليهم لكي يلقوا جزائهم تجاه فعلتهم البشعة .
ما هو التحليل النفسي والفلسفي لمفهوم الجريمة والإدمان ؟وكيف يصل الإنسان به الحال إلي إزهاق روح أخيه الإنسان؟
الإجابة :الشخص المُدمن هو شخص خطر علي البيئة المحيطة به ، فقد تَملك منه الوهم قرر رفض الواقع الذي يعيش فيه ،ولجأ للمواد المخدرة ،التي تُوهمهُ بالعيش في واقع موازي افضل ،فضلاً عن الخلل السلوكي الناتج عن إدمان المواد المخدرة ،فقد إعتاد جسمه علي الحصول علي تلك المواد وأصبحت تجري مجري الدم في العروق لديه ،ولهذا نجد مفهوم الجريمة لصيق بالإدمان ، الذي هو الآخر جرم في حق النفس ،فلقد نبهنا ديننا الحنيف ،بأن لا نُلقي بأنفسنا إلي التهلكة .
أفعال الشخص المُدمن غير متوقعة ،يمكن أن يسرق ويقتل،في سبيل الإتجار والتعاطي ،وذلك كما حدث مع ضحيتنا المذكورة “حسن همام ” ودائماً يتم التعامل مع هؤلاء بعزلهم عن المجتمع ،إما بالحبس أوالإعدام أو الحجز في المصحات النفسية لمعالجة الإدمان حسب نتيجة فِعلهم .
فالجريمة في مفهومها الواسع هو التجرد من الإنسانية ،الإنسان الذي يقتل أخيه الإنسان لا يرقي لرتبة الإنسانية فهو مجرد منها.
فأول من تجرد منها في بداية الخلق ، قابيل الذي سولت له نفسه قتل أخيه هابيل ،رغم أنه كان في وعيه ولم يكن تحت تأثير أي مخدر وقتها ، ولكنه كان تحت تأثير الغيرة والحقد ، وهي الأخري مثلها مثل المواد المخدرة ، تسلب الإنسان إنسانيته والرحمة بداخله ، ويصبح قلبه كالحجارة بل أشد قسوة .
للأسف مشاهد القتل متكررة في وقتنا المعاصر وأصبحت كالشبح يراودنا في كل مكان ، وأصبحنا نعتاد صور الدماء ،وهذا ليس بالأمر الجيد،فأصبح هم وقضية اصحاب أقلام الفكر والفلسفة اليوم حول مصير الإنسان نتيجة الجرائم بأنواعها التي تُرتكب في حق الإنسانية.
