من هي ليز موراي ؟ولماذا إختيار هذه الشخصية دون غيرها؟وكيف تُحقق الإرادة التغيير ؟وقبل أي شيئ ما هو مفهوم الإرادة ؟
عرَّف لنا الفيلسوف الألماني “فريدريك نيتشه” بأن الإرادة أو إرادة القوة عنده هي “الجهد المتواصل للتغلب علي العقبات ،أي تجاوز الذات والتغلب علي كل ما يُعيقها”
أما المرأة فهي مثلها مثل أي إنسان يريد أن يحقق ذاته ،ويضع بصمته الخاصة في جميع مناحي الحياة ،فهي ليست مجرد وعاء للجنس ،ولا يجب النظر إليها نظرة دونية بتلك النظرة .
من هي ليز موراي ؟
ليز موراي هي أستاذة لعلم النفس بجامعة هارفارد الأمريكية ، ولكن قبل وصولها لهذا المنصب ، كانت حياتها الأولي ، والتنشئة الإجتماعية الخاصة بها مفككة لأبوين مدمنين ،أنتهي بهم المطاف بموت الأم نتيجة مرض نقص المناعة “الإيدز” ،والأب أنتهي به الأمر بالسجن ،وأختها الوحيدة تركتها وهربت عند أحد صديقاتها ، وتم رهن البيت وحجزه نتيجة الديون المتراكمة ،بسبب إدمان الأبوين ، فأصبحت طفلة مشردة ،كل ذلك في عمر الخامسة عشر وبعد سنتين من التشرد ،جاءت الصدفة التي تنظرها لتحقيق إرادتها في تغيير حياتها ،وهي تَعرُّفها علي احد الصديقات ،التي كانت سبباً في تكملة تعليمها بأحد المدارس الثانوية الخاصة للمحرومين ، فعكفت علي الدراسة والعمل رغم مبيتها في احد محطات المترو، وعملها في غسل الأطباق بأحد المطاعم حتي تؤمن لقمة عيشها ، وبعد حصولها علي شهادة الثانوية العامة ،في غضون سنتين فقط ،شاء القدر بأن تفوز بجائزة جريدة التايمز .
فمحطة المترو التي تقطن بها بجوار أحد المكتبات ، و “ليزموراي” لا تكف عن القراءة والبحث والتعليم الذاتي ، فوقع بين يديها اثناء قراءة تلك الجريدة “التايمز الأمريكية” فوجئت بمسابقة عن كتابة مقال مؤثر ،عن كيف تنجح في الحياة ،وبالفعل كتبت قصتها وتم ترشيحها للجائزة رغم صدمة المسؤولين بالجريدة ،من عنوان إقامتها ،وطالبوا منها إرسال عنوان إقامتها مرة أخري ،وكانت الجائزة مبلغ من المال ونشر مقالها بواحدة من أكثر الصحف تأثيراً علي مستوي العالم وهي جريدة التايمز ،ومنحةبتكملة دراستها بجامعة هارفارد ذات الشهرة العالمية أيضاً،فتخصصت في علم النفس وأصبحت أستاذة لعلم النفس بنفس الجامعة ،ليتم تصنيفها فيما بعد من أكثر الشخصيات تأثيراً وإلهاماً علي مستوي العالم ،وتم صنع فيلماً يجسد قصة حياتها From Homeless To Harvardمن التشرد إلي جامعة هارفارد .
تلك هي الإرادة الإرادة في التغيير ،رغم الظروف القاسية التي تعرضت لها ،فكان إختيارنا لهذه الشخصية لأننا نري أنها أفضل تجسيد لمفهوم الإرادة .
أما عن كيفية تحقيق إرادة القوة في التغيير ،ستكون إجابتنا من خلال المثابرة والتحمل علي العقبات ، فكم من أسرة توفر لأفرادها مناخ الرفاهية لتحقيق النجاح ،وتكون النتيجة عكسية.
ختاماً به يمكن أن نستخلص بعض الدروس المستفادة من وراء تلك القصة وهي :-
١-الإرادة لدي المرأة تنبع في البحث عن معني وشغفها في تغيير حياتها إلي الأفضل.
٢-من رحم الألم يولد الأمل فلاتوجد حلوي بدون نيران ،والبحر الهادئ لا يصنع ملاحاً ماهرا ،فالظروف الطبيعية لا تقودك إلي منصات الفوز ،فكلما أزدادت التحديات تضاعفت فرص نجاحك كما قال توماس إليوت .
٣-الإصرار والعزيمة هما وقود الإرادة التي هي أساس التغيير .
