ان غياب معظم قادة الدول العربية من رؤساء وملوك وسلاطين وأمراء عن قمة بغداد فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها المنطقة شىء مخجل حقا ,, هل تحول القادة العرب من اخوة فى العروبة الى اخوة اعداء ؟ لاعجب أن اصيحنا كغثاء السيل يوشك الامم أن تتداعى علينا كما تداعى الأكلة الى قصعتها.
فى الوقت الذى يقوم به العدو الصهيونى بحرب ابادة جماعية ضد اهل غزة والضفة وسط صمت دولى مريب ضارب عرض الحائط بقواعد القانون الدولى .. للاسف العالم العربى يعيش محنة غير مسبوقة امام اصرار اسرائيل على استمرار حرب الابادة ورفض فتح المعابر لإدخال المساعدات الانسانية تعنتا وإمعانا من العدو الصهيونى بهدف استمرار كارثة التجويع والتعذيب للأحياء من شعب قلسطين .
يبدو ان قادة دول الخليح لم تبحث مع ترامب حرب الابادة الجماعية التى تشنها اسرائيل ضد اهل غزة والضفة بل انشغل قادته باستقبال ترامب استقبال الابطال ومنحه الاموال بالمليارات بل تريليونات الدولارات والهداية التى لم تمنح لاى رئيس امريكى من قبل فأن التاريخ لن ينسى هذه السقطة التاريخية التى يندى لها الجبين .
اثناء انعقاد القمة ووجود ترامب فى المنطقة شددت اسرائيل القصف على قطاع غزة والضفة وهى مصصمه على التهجير القسرى لاهل غزة ومستمرة فى الابادة الجماعية للشعب الفلسطينى ومنع المساعدات الانسانية واتباع سياسة التجويع والقصف المتواصل والاستيلاء على الاماكن المقدسة وتدنسيها بغرض الاساءة اليها والى الدين الاسلامى الحنيف واعلان قيام دولة اسرائيل الكبرى وعودة الفلسطينين الى الشتات والمنافى. ان صمت القادة العرب وتجاهلهم لما يجرى على ارض فلسطين وسوريا ولبنان والتجاهل ما يجرى فى غزة من قتل وتدمير وتجويع كلها شواهد تؤكد اننا امام مؤامرة تتجاوز حدود غزة والضفة .فى حين ان المحتل الصهيونى يتهم المقاومة الاسلامية فى فلسطين بالارهاب وعلى النقيض من ذلك يقوم المحتل الصهيونى بقتل الاطفال والنساء والشباب والشيوخ وتدمير المنازل المستشفيات . كل هذا لا يعتبر ارهابا عند اولئك المجرمين انما الارهاب فقط هو ارهاب المقاومين لاحتلال الدخلاء المدافعين عما تتعرض له بلادهم من البلاء والواقفين فى وجه ما تتعرض له ابناء شعبهم من الاعتداء .
ان مايتعرض له الشعب الفلسطينى من مخططات التهجير القسرى والابادة الجماعية يستلزم خطوات عمليه غير مسبوقة ولا يمكن الاكتفاء ببيانات الشجب والادانه المعتاده
كان من المفترض ان تشهد القمة العربية حضورا كاملا من القادة العرب وتطورا فى الموقف العربى من القضية الفلسطينة لدى القادة العرب .
ان مخططات الاحتلال الصهيونى بشأن التهجير القسرى للفلسطنيين تشكل تهديد مباشر للامن القومى العربى بأكمله وهذا يتطلب تفعيل اتفاقية الدفاع العربى المشترك التى تنص صراحة على ان الاعتداء على اى دولة عربية يعتبر اعتداء على جميع الدول الاعضاء , وان يكون هذا التفعيل واقعا وليس مجرد حوارات لا طائل منها .
يجب تفعيل الاليات القانونية الدولية لمنع التهجير القسرى بما فى ذلك جرائم الابادة الجماعية التى ارتكبها الاحتلال الصهيونى ومازال مستمرا فيها وذلك امام محكمة العدل الدولية والتأكيد على احقية الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره وصيانة اراضيه من أى تعديات يقوم بها المحتل الصهيونى تحت سمع وبصر العالم كله يجب ملاحقة المسؤولين عن هذه الجرائم وان نستند الى الثوابت القانونية الواضحة التى تؤكد على حق الشعب الفلسطينى فى البقاء على ارضه ورفض اى محاولات لتغيير الواقع الديموغرافى
طالبت القمة العربية فى بيانها الختامى المجتمع الدولى ولاسيما الدول الكبرى دائمة العضوية فى منظمة الامم المتحدة على تحمل كافة مسؤوليتها الاخلاقية والقانونية للضغط على اسرائيل من اجل وقف اطلاق النار بصورة فورية وإدخال المساعدات الانسانية العاجلة دون عوائق الى جميع المناطق المتاحة فى غزة .هل تستجيب اسرائيل لقرارات القادة العرب ؟
المحامى – مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا
