يصدر اهتزازات .. ويدركها الطرف الآخر حتى لو كان لا يراه..!!
تشير دراسة جديدة إلى أن الحبار قد “يلوّح” لبعضه البعض بمخالبه للتواصل. لكن الدراسة، التي لم تُراجع بعد، لم تُحدد الرسائل التي ينقلها تلويح الذراع.
ويُعدّ تواصل الحبار مُعقّدًا، إذ يجمع أحيانًا بين ألوان وأنماط الجلد وتغيرات وضعية الجسم. حتى إن الحبار يُطلق الحبر أثناء عروض التودد، بإشارات متعددة الأوجه. ويستخدم حركات مخالبه للتواصل، فمثلًا، عندما تواجه الذكور ذكورًا أخرى، قد تُطلق “أذرعها” أو تمدّها لإظهار العدوان.
في الدراسة الجديدة، بحث فريق علمي التلويح بالذراع، عندما يرفع حبار مخالبه لبدء تفاعلات مع حبار آخر يلوِّح بذراعه أيضًا. وركز الباحثون على الحبار الشائع والحبار القزم، فهذان النوعان يؤديان حركات ذراع محددة بطريقة متسقة.
حدد الباحثون أربع “علامات لحركة الذراع”، وسجلوا مقاطع فيديو للحبار وهو يؤدي الحركات ثم أعادوا تشغيلها. وقالت صوفي كوهين-بودينيس، عالمة الأعصاب بجامعة PSL في باريس والمشاركة في الدراسة، إن الحبار كان يضع نفسه أمام مقاطع الفيديو ويلوح لنفسه. كررالحبار الحركات لنفسه عندما كان الفيديو في وضعية طبيعية، مقارنةً بوضعية مقلوبة، بمعنى أن الحبار يفسر الإشارات عند توجيهها بشكل صحيح.
ووجد الباحثون أن حركات الذراعين تُنتج موجات اهتزازية في الماء. وقالت كوهين لموقع livescience: “حتى عندما لا ترى أسماك الحبار بعضها البعض -إذا كانت تفصل بينها صخرة كبيرة في الحوض -فإنها تكرر الإشارات”. “يُنتج هذا اهتزازات في الماء، ويمكن إدراكها“.
سجل الباحثون أثر الاهتزاز لسلوك التلويح باستخدام جهاز يكتشف الموجات الصوتية في الماء. ثم أطلقوا نسخًا معكوسة من الإشارة الاهتزازية، وشغّلوا كلاً من هذه النسخ والتسجيل الأصلي في الماء. ووجدوا أن الحبار استجاب فقط للتسجيلات الاهتزازية الأصلية، ومعنى ذلك أن ترتيب الاهتزازات له معنى محدد.
ومع ذلك، قال تريفور وارديل، عالم الأحياء بجامعة مينيسوتا، لم يشارك في الدراسة الجديدة: تعريف السلوك على أنه تواصل أمر معقد. إحدى المشكلات تكمن في تفسير استجابة الحيوان لتسجيلات صوته على أنها تواصل، لأن هذه الاستجابة تشبه استجابة الحيوانات لأنفسها في المرآة. ولكن عند وضع الحبار في أحواض، فإنه يلوح بذراعيه أحيانًا عند مرور القائمين على رعايته، ربما لجذب انتباههم والحصول على الطعام“.
وقال وارديل: “لن أتفاجأ إذا كان هناك تواصل بالفعل، لأنها كائنات اجتماعية“.