تكمن الثقاقة فى جوهر الفكرة التى تعمل على بناء العقل معرفيا ..بحيت تكون تلك العملية بمثابة التأسيس لتضافر بناء المعرفة وبناء القيمة سواء كانت خلقية او جمالية او سياسية .
وهذا ما عمل الفيلسوف ايمانويل كانط على تأسيسه فى نقد العقل الخالص او غيره من الكتب التاسيسية فى بناء القيمة
وحينما يتم ذلك فإن العقل ذاته يمتلك القدرة على اصدار وبناء احكامه .والقدرة على النقد ايضا
فى ضوء ذلك تكمن الدعوة الى عودة الكتاتيب مشوبة بالمخاطر الحقيقية وبالحنين الى الماضى ايضا .
ففى الوقت الذى تنادى به الدولة بعودة الكتاتيب تتوسع فى اكبر مرحلة فى تاريخها فى انشاء الجامعات سواء الحكومية او الاهلية او الخاصة او الاجنبية او حتى التكنولوجية .وتبرز شراكات مع جامعات اوربية وصينية وامريكية وروسية وغيرها .
فلماذا العودة اذن الى الكتاتيب ؟
هل لحاجتنا الى اعادة تاسيس للقيم الدينية والخلقية ؟ ام لحاجتنا الى اصلاحات قيمية فى بناء العقل الجمعى ؟
ان حاجة المجتمع الى التعليم تبرز كل يوم اهميتها وضرورتها وهذا ما ظهر فى بيزنس التعليم الخاص ولعل هذا ما انتبهت اليه دولتنا فى التوسع فى انشاء الجامعات لتضمن جودته .
والظاهر ان عودة الكتاتيب يتناقض مع التوسع فى التعليم . لعدة اسباب اهمها من سيقوم بتلك العملية ؟
من يضمن نزاهة العقل المعلم للطفل الصغير ؟
مجتمعنا يحتل فيه العقل السلفى مساحة لا يستهان بها ولا يمكن التغافل عنها .مجتمعنا نفض عن كاهله تجربة سياسية ودينية كانت كفيلة بعودته الى الوراء لسنوات ضوئية.
من يضمن لنا ان لا تعود لنا كل تلك التجارب فى ثوبها الجديد ..من يضمن لنا ان تكون تقافتنا ثقافة حقيقية داعمة للماضى الحقيقي وللمستقبل الذى نتمناه فى عملية بناء العقل بشكل سليم .
عودة الكتاتيب ان لم تكن خطوة للإمام فانها ستكون ردة للماضي لن نسلم منها جميعا .
واذا كان التوجه اليها ضرورة
فلنضم لدراستها بجانب العلوم الدينية علوم الرياضيات ولنتذكر جميعا مقولة افلاطون
من لم يكن رياضيا لا يدخل علينا .