القراء الأعزاء، لقد اتخذت قرارا أرجو أن تعينوني عليه، قررت أن أترك الصحافة وأتحول للغناء،نعم ولم لا، قررت أن أصبح مطربا محترفا فيما تبقي لي من الحياة، كفاني دندنة في الحمام حيث أدفن تلك الموهبة الفذة التي طالما قاومت ممارستها علانية واخترت الصحافة والكتابة دون تردد لكن إلي متي سأظل أدفن رأسي في الرمال؟ كان أمامي أن أصبح مطربا أو لاعبا لكرة القدم لكني تركت ذلك من أجل عيون الصحافة وهاهو الوقت قد حان للتعويض وإذا كان سني حاليا لا يسمح لي بممارسة الكرة فلماذا لا أتحول إلي مطرب يشار له بالبنان ويحقق في حفلة واحدة مالا يمكن أن يحققه صحفي طيلة حياته؟
لعلك تسألني عزيزي القاريء الآن عن الموهبة وما إذا كنت أتمتع بموهبة في كرة القدم أو في الغناء وكما اعتدنا دائما وحتي أكون صريحا معك عزيزي القاريء لو صدر منك هذا السؤال حازعل منك جدا، فمنذ متي كانت الموهبة مطلوبة في مثل تلك المسائل خاصة في مصر التي أصبحت أرضا خصبة لكل من يريد أن يفعل شيئا أن يفعله دون ظابط أو رابط فلو حللت أداء ثلاثة أرباع من يمارسون كرة القدم في مصر الآن لاكتشفت أنهم أصبحوا كذلك فقط لأنهم رأوا في الكرة طريقة سريعة لتحقيق الشهرة والمجد والأهم الفلوس أما عن الحالة الغنائية في مصر الآن فحدث ولا حرج فيستطيع أي عاطل أو مهني أو حرفي أن يعمل مطربا حتي تلعب البلية فيترك حرفته أو مهنته الاساسية ليحترف وينطلق إلي عالم الأضواء.
وحتي أكون منصفا عزيزي القاريء فأنا استطيع ان اؤكد لك أن السبب الأساسي في تلك الظاهرة أو المصيبة إن كنت تعتبرها مصيبة هو محمد فوزي وفريد الاطرش وعبد الحليم حافظ وعبد الوهاب وكارم محمود وغيرهم من أبطال الأفلام العربي القديمة حيث كان كل صاحب مهنة يستطيع أن يصبح مطربا مشهورا بجوار مهنته الأساسية،وهكذا رأينا في بعض الأفلام محمد فوزي وهو عطشجي في السكة الحديد أي مساعد سائق قطار مع تقديري طبعا لكل العاملين في السكة الحديد كما ظهر معظم كبار المطربين في بطولاتهم يمتهنون مهنا وحرفا أخري مثل المحاسبة والتدريس ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل رأينا العربجي مطربا مع احترامي طبعا لكل عربجي سواء تحول للطرب أو بقي عربجيا كما رأينا السباك مطربا مع احترامي لكل سباك كما رأينا الميكانيكي مطربا مع احترامي لكل ميكانيكي سواء ميكانيكي سيارات أو ميكانيكي اغنيات لذا أنا التمس العذر لكل صاحب حرفة تخلي عن حرفته ليلبي نداء النداهة التي ندهته لعالم الطرب فقد وسوست له نفسه الأمارة بالسوء بأنه ليس أقل من السباك المطرب في الفيلم ولا الميكانيكي المطرب.
علي كل حال أؤكد لحضراتكم ان قراري نهائي لا عودة فيه وفي المرحلة الاولي سأتجه للغناء بجوار الصحافة فلو فشلت في الغناء عدت للصحافة ولو نجحت تركت الصحافة مع وعد بأن أغني لكل قاريء أو قارئة أنا وفرقتي مرة مجانا سواء في فرحه أو فرحها أو في أفراح الأهل والأحباب ولحظتها سأغني أغنية أعددتها خصيصا لهذه المناسبة بعنوان »حابطل الصحافة وأكون إنسان جديد ومن أول يناير خلاص حاكون سعيد». المشكلة التي تؤرقني وأود أن أشاطر القراء الأعزاء فيها،فأشيروا عليً أيها الناس في اختيار اسم فني هل أكون هشام بيكا أم مبارك شطة؟