الإخبارية – عادل أحمد
عرض الرؤية المقدمة من المملكة العربية السعودية على القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الرابعة في بيروت في يناير القادم، تمهيدا لرفعها للقمة العربية في تونس في مارس ٢٠١٩
شاركت اليوم الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة فى الاجتماع المشترك لوزراء السياحة والثقافة فى الدول العربية المنعقد فى مكتبة الإسكندرية، والذي ترأسه سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة العربية السعودية، والذى تم خلاله مناقشة الرؤية المقدمة من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة العربية السعودية، والخاصة بإيجاد آلية تعاون بين قطاعي السياحة والثقافة في الدول العربية، واعتماد السياحة محركا رئيسيا للتعريف بالتراث الثقافي وركيزة أساسية للمحافظة عليه واستثماره وتطويره.
جاء الاجتماع اليوم على هامش اجتماع الدورة الحادية والعشرين للمجلس الوزارى العربى للسياحة التى ترأستها مصر وعقدت أمس بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى.
وشارك في الاجتماع الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، والسيد احمد ابو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية،والدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الاسكندرية، وعدد من وزراء السياحة والثقافة من الدول العربية .
وخلال كلمتها أشارت الدكتورة رانيا المشاط إلى أن اجتماع اليوم يعتبر مكملا لاجتماع المجلس الوزارى الذى تم عقده أمس، مقدمة الشكر لصاحب السمو الأمير سلطان بن سلمان على الرؤية التى قدمها ، مؤكدة على أن المزج الحقيقى بين السياحة والثقافة سيكون له أثرا كبيرا فى تطوير القطاعين والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة في الدول العربية .
وأشارت إلى أن دمج رؤية المملكة العربية السعودية الخاصة بالربط بين قطاعي السياحة والثقافة ، سيكون أحد المحاور الهامة في تطوير وتحديث استراتيحية السياحة العربية والتى تم تكليف الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة بها أمس خلال اجتماع المجلس الوزارى لتتواكب مع المتغيرات العالمية، وعلى أن تطرح خلال الثلاثة أشهر المقبلة على أعضاء المجلس الوزارى العربى للسياحة.
وأكدت الوزيرة على أن قطاع السياحة يعتبر من القطاعات الرائدة فى النمو الاقتصادى وخلق فرص العمل، لافتة إلى أن تحديث وتطوير هذه الصناعة بالاستعانة بالمنصات الرقمية ،كأحد أهم ادوات التواصل الان، سيفتح مجالات جديدة من شأنها ان تساهم في خلق فرص عمل ف مجال السياحة.
وأشارت إلى أن تحديث آليات الترويج يعد أحد أهم محاور برنامج الإصلاح الهيكلى الذى أطلقته الوزارة لتطوير قطاع السياحة، لافتة إلى أن الحملة الترويجية لمصر ستتضمن محورا هاما للترويج لافتتاح المتحف المصرى الكبير الذى يعتبر من صرحا ثقافيا هاما ، مشيرة إلى أن خلق شغف حول افتتاحه سيكون له اثرا كبيرا على المزج بين الاثار والثقافة والسياحة.
وتطرقت الوزيرة إلى أهمية الانفتاح بين الشعوب وبعضها، مشيرة إلى أن هناك ايضا محورا ترويجيا تتضمنه الحملة people to people p2p والذى يرتكز على انفتاح الشعب المصرى على الشعوب الأخرى، موضحة أن هذا الشعار سيكون له مردود إيجابى يتعلق بالامن والسلام.
وفى كلمته أعرب سمو الأمير عن بالغ سعادته بوجوده فى مصر التى تعتبر وطن الثقافة والحضارة، فهى بلد عريق بثقافته وحضاراته واهله وانجازته، مشيرا إلى أن انعقاد الاجتماع بمكتبة الاسكندرية يعد فرصة تاريخية لها دلالة بالغة تعكس أهمية المزج بين الثقافة والتراث الحضارى من جهة و بين السياحة من جهة اخرى، وذلك فى كافة الدول العربية مع الاخذ فى الاعتبار ضرورة الاستعانة بالوسائط التكنولوجيا الحديثة خلال المرحلة المقبلة، مشيرا الى أن هذه الوسائط جعلت الثقافة في متناول الجميع.
وقال أن الرؤية المقدمة من المملكة العربية السعودية هدفها التكامل بين السياحة والتراث الثقافي والحضاري، مؤكدا على أهمية وضع هذه الرؤية كأحد محاور تطوير الاستراتيجية الخاصة بالسياحة العربية، والتى ستقوم اللجنة العربية المعنية بتطويرها والتى ترأستها وزارة السياحة المصرية لاعدادها على غرار برنامج الإصلاح الهيكلى الذى أطلقته الوزارة لتطوير قطاع السياحة المصرى والذى تم عرضه أمس باجتماع المجلس الوزارى العربى للسياحة.
وأشاد سمو الأمير ببرنامح الإصلاح الهيكلى لوزارة السياحة، مشيرا إلى أنه يعتبر برنامجا شاملا ومتكاملا حيث يتم تحديثه بصفة مستمرة، وأخذ فى الاعتبار العديد من المحاور الهامة والتى من بينها الاهتمام بالمستجدات والأساليب الحديثة مواكبة للتغييرات العالمية، مما يعطيه مزيد من المرونة ليكون قادرا على دفع قطاع السياحة المصرى إلى الأمام، وأضاف أن كثير من الدول العربية قد طالبت موافتها بهذا البرنامج للاسترشاد به فى هذه الدول.
وأكد سمو الأمير على أن السياحة تعتبر أحد الأدوات الهامة لتعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب، وأنها من أكبر القطاعات الاقتصادية على مستوى العالم والتي تساهم في خلق فرص العمل، مشيرا إلى أن شخص من كل عشرة أشخاص فى العالم يعملون بقطاع السياحة .
وأشار إلى أهمية التبادل الثقافى فى ظل تطور نوافذ السفر والسياحة حول العالم من خلال حضور المنتديات والمعارض والفعاليات الثقافية والتحولات التكنولوجية.
واكد أن ما قدمته المملكة العربية السعودية اليوم من رؤية هي مستوحاة من الحراك الثقافي الذى يحدث ويتزايد فى كافة دول العالم، في ظل الانفتاح السياحي والثقافي بين الدولة .
كما أكد على أهمية وجود منظور جديد للتلاقى والتكامل بين السياحة والتراث الحضارى والثقافى، موضحا أن
الحفاظ على التراث من اساسيات تحقيق التنمية المستدامة للدول
وأشار إلى أنه إيمانا من السعودية بأهمية التداخل بين السياحة والثقافة فقد أسست الهيئة العامة للسياجة والتراث الوطنى ممثلة فى جانبها الثقافى فى مجلس إداراتها عدة اتفاقيات بين عدد من الجهات منذ عام ٢٠٠٥ لاعادة تنظيم البنية التحتية بما يخدم الاقتصاد السياحى فى مجالات عديدة منها تقديم الخدمات وتطوير المواقع السياحية والمرافق.
وأضاف أن هناك مشروع كبير يتم من خلاله بناء أكثر ٧٣ متحف رئيسي بالسعودية، والتعاون مع وزارة الاثار المصرية وعالم الاثار الدكتور زاهى حواس لاكتشاف الاثار.
وأوضح أن هناك اثرا اقتصاديا ينتج عن من العناية والحفاظ بالتراث الحضارى، مؤكدا أهمية احترام الشعوب لقيمهم لجعل تجربة السياحة لا تقتصر فقط على الأماكن والمواقع السياحية إنما تمتد أيضا لتجربة انسابية تعزز من أواصر العلاقات بين الشعوب وبعضها لبعض، مشيرا إلى تميز مصر فى هذا الشأن من خلال شعبها الطيب المضياف الذى يفتح ذراعيه مرحبا دائما بزواره
وفى ختام كلمته أشار إلى أنه من المتابعين للشأن المصري واعجابه الشديد بما يحدث فى مصر من حراك في كافة المجالات تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى
وقدم سمو الأمير الشكر للدكتور مصطفى الفقى على حسن الاستضافة مشيرا إلى أن مكتبة الاسكندرية ستكون نقطة الانطلاقة الصحيحة للرؤية السعودية .
من ناحيته قال السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العريية ان جامعة الدول العربية ستعرض الرؤية المقدمة من المملكة العربي على القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الرابعة المنعقدة في بيروت في يناير القادم، وذلك تمهيدا لرفعها للقمة العربية التي ستعقد في تونس في مارس ٢٠١٩
وأشار السيد أحمد أبو الغيط إلى تأثر قطاع السياحة فى كثير من الدول العربية خلال السنوات الماضية، لافتا إلى أن هناك مؤشرات إيجابية نحو استعادة السياحة لمعدلاتها فى هذه الدول، وهناك جهود حثيثة تبذلها الدول العربية لتعزيز الاستثمار والتنمية السياحية.
وأكد السيد أحمد أبو الغيط على أهمية الربط بين قطاعى السياحة والثقافة فى الدول فهو محورا حيويا لنجاح القطاعين وتحقيق نقطة انطلاقة للتنمية السياحية، موضحا أن السياحة تعتبر استثمار ثقافى له طبيعة خاصة يساهم فى تعميق الصلة بين الثقافات المحلية والعالمية.
كما أكد على ضرورة تنمية الوعى بأهمية السياحة وقيمتها
فى المجتمعات العربية، ومضيفا أن ذلك لن يتحقق دون وضع رؤية متكاملة لتحقيق التلاقى بين السياحة والثقافة على المستوى العربى والاستفادة من الخبرات العربية فى المجالين.
وأشارت الدكتورة إيناس عبد الدايم إلى أهمية المحافظة على صيانة وتطوير المواقع الاثرية والتراثية التى تحمل قيمة عربية كبرى، مؤكدة على أهمية وجود نقطة التقاء مشتركة بين السياحة والثقافة حيث يعتبران كلاهما وجهان لعملة واحدة لتحقيق تتمية اقتصادية للدول العربية.
وأكدت على أهمية الاستفادة من التراث الثقافى لتعزيز الانتماء لدى الشعوب، لافتة إلى أن قطاعى السياحة والثقافة لديهما قدرة كبيرة على المساهمة فى دعم الاقتصاد وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص.
كما ألقى الدكتور مصطفى الفقى رئيس مكتبة الاسكندرية كلمة رحب خلالها بالحضور ، معربا عن سعادته باستضافة المكتبة لهذا الاجتماع الهام ، مشيرا إلى أن مكتبة الاسكندرية لها دور كبير كجسر للتواصل الثقافى بين كافة الحضارات، مضيفا أن العرب من اجدادنا هم أصحاب العلم والفكر الذين نقلت عنهم حضارات أوروبا فى عصر النهضة.
و تم خلال الاجتماع توقيع اتفاق نوايا بين وزارتى السياحة والتخطيط والإصلاح الادارى والاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحيرى والمنظمة العربية للسياحة والخاصة بانشاء حاضنات ريادة الاعمال
لدعم المشروعات الابتكارية التي تخدم قطاع السياحة.