كما توقعنا قبل بداية شهر رمضان المعظم .. ورغم تحذيرات جهات عديدة ومؤسسات مسؤلية في الدولة .. جاءت الكثير من الدراما الرمضانية محرضة علي الانتقام والعنف .. وهذه النتيجة ليست مفاجئة لأن معظم صناع الأعمال الدرامية تعودوا علي أن مايقدمونه هو التوليفة التي تضمن لهم البقاء في الصورة والاستمرار علي الساحة .. أما مقولة أن ( الجمهور عايز كده ) .. فهي مقولة كاذبة وخادعة .. لأن جمهور الدراما التليفزيونية الذي يتجمع حول الشاشات هو الأسرة المصرية التي تبحث عن الترفيه والاستمتاع .. ولا يستهويها مشاهد القتل والذبح والحرق والعنف والانتقام .. ولا يفضل دراما الغل والاستفزاز والثأر الذي يبحث عنها صناع الدراما ويدعمها المنتجين ولذلك يتكرر نفس الخطأ مهما كانت المناشدات بتجنب هذا النوع من الدراما السلبية ..
هذه الرؤية ذكرتها لجنة الدراما بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بعد اجتماعها لتقييم الدراما في الأسبوع الأول من رمضان وخلصت الي ان بعض المسلسلات دعمت العنف والانتقام وأعلنت رفضها للكثير من المشاهد التي استفزت المشاهد وجاءت بعيدة عن المتعة والدراما الإيجابية المفيدة .. ورغم ذلك علينا أن نؤكد أن هناك بعض الأعمال الدرامية التي يكون العنف والانتقام جزء أساسي في البناء الدرامي وبالتالي لا يمكن ان نقتل خيال المبدع لأن الحياة والواقع الذي نعيشه به كل هذه السلبيات .. وهذه الملاحظات يجب أن تفرق بين الصح والخطأ لأننا لا تعيش في مدينة أفلاطون الفاضلة .. أما العنف والانتقام والبلطجة لمجرد استعراض العضلات فهذا مايجب أن تركز عليه لجنة الدراما
والسؤال هل سيكون لهذا التقرير المهم للجنة الدراما بالأعلي للإعلام دور في تصحيح الأوضاع ام سيكون مجرد ملاحظات بعد اجتماعات مطولة تنتهي بتقارير تنشر كأخبار في الصحف والمواقع ويكون مصيرها ادراج المكاتب وتكون مجرد حبر علي ورق .. وبالتالي سيستمر عرض الأعمال الدرامية التي تم رصد هذه الملاحظات بشأنها .. أما فكرة توقيع غرامات مالية فقط علي أصحاب هذه الأعمال الدرامية التي خرجت عن النص فهو أمر غير مجد خاصة أن صناع هذه الأعمال لن تهزهم أي غرامات مادية وبالتالي سيستمرون في تقديم نفس هذه النوعية من الأعمال في كل عام ولن يردعهم أي شيئ ..
ويذكر أن التقرير الذي قدمته لجنة الدراما بالمجلس الأعلى للإعلام شارك فيه ثلاث جهات أخري هي المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للأمومة والطفولة وصندوق مكافحة الإدمان والتعاطي .. وجميعها استفزتها هذه الأعمال التي تجاوزت حدود المعقول وابتعدت عن الدراما الإيجابية التي طالبنا بها أكثر من مرة وأكدنا أن الدراما هي القوة الناعمة التي يمكن أن تأخذ بالمجتمع الي الأمام وتنمي الإيجابيات وتحاصر السلبيات التي تدمر المجتمع وتعيده الي الوراء .. ولم تكتف الجهات الأربع بتوجيه ملاحظات الي الأعمال الدرامية بل وجهت ملاحظات لبعض الإعلانات التي استخدمت الأطفال استخداما لا يليق بهم ويضر المجتمع ضررا بالغا وطالبت بوقف هذه الإعلانات المدمرة .. ويبقي السؤال هل ستستطيع الملاحظات والتقارير إيقاف هذه الأعمال والإعلانات المتجاوزة .. أم سيبقي الوضع علي ماهو عليه ؟