عندما حاول إبليس الإيقاع بسيدنا آدم في خطأ كلفه إقامته في الجنة. ويرضي غرورة الإبليسي في أول عملية له من عمليات الإغواء التي وهب نفسه لها الي يوم القيامة ـ لم يقل لآدم إنه يدعوه إلي جريمة أو معصية وإنما دخل له من خلال حلم الخلود الذي شغل آدم فورعلمه أنه وأمته ميت لا محالة وعندما يجد من يقول له: إن لديه ما يحقق له الخلود الذي حرم منه فإنه لا شك سيذهل عما لديه من ثوابت يقينية ويلهيه بريق العرض ويتواري كل ما سمع وتلقي من نصائح وتحذيرات وتاريخ قديم من العداوة.. فقال إبليس له: هل “أدلك علي شجرة الخلد وملك لا يبلي” لم يقل له إنه يتوقع أنها شجرة الخلد أو أنه سمع أنها تحقق الخلد وإنما ساق الأمر علي أنه مسلمة لا تحتاج إلي شرح أو نقاش أو إقناع فسماها شجرة الخلد باعتبار أنه اسم لها معروفة به وليس هو من اخترعه: “فأكلا منها” والتعبير يدل علي السرعة في التنفيذ دون تفكير فالفاء في كلمة فأكلا حرف عطف يدل علي السرعة دون تراخ أي أن آدم وحواء ـ أمام إغراء الخلود ـ لم يفكرا أو يتناقشا أو يذكر أحد ما الآخر بتحذيرات الخالق من هذا العدو.
هذا المنهج الإبليسي الذي يلعب علي رغبة لدي الخصم وضعف واضح لديه هو الذي يتم الدخول به علي من تريد أجهزة دولة ما اصطياده سواء أكانت الفريسة دولة أو جماعة أو حتي فرد. فتداعب غرور الهدف بفكرة قد تكون لدي الفرد أو تقترحها عليه وتزين له بساطة النجاح في الوصول إليها. وتهون من العوائق التي قد تجعل الفريسة تتردد في الإقدام عليها. كما تهون أيضا الآثار السلبية التي قد تنتج عن الاقدام علي تنفيذ الفكرة بل تعد الفريسة بالمساعدة في الوقت المناسب.
تأمل في النص الذي قالته السفيرة الأمريكية لصدام حسين وهي تغريه بالاعتداء علي الكويت كما ذكر جوزيف واتسون في كتابه” النظام من قلب الفوضي” أنقله عن كتاب المؤامرة الكبري لعاطف الغمري”.. وبعد سنوات من بناء القوة العسكرية للعراق أوفد جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي السفيرة الأمريكية ابريل جلاسبي إلي العراق حيث قالت لصدام حسين بالنص: نحن لا رأي لنا بشأن نزاعاتك العربية العربية مثل نزاعك مع الكويت وقد وجهني وزير الخارجية جيمس بيكر لكي أوؤكد لك تعليماته” وقد وصف الرئيس بوش هذه الرسلة بأنها كانت الفرصة لتنفيذ الوعد الذي طال أمده بقيام نظام عالمي جديد.
وعندما يكون الدين لدي المسلم هو أقوي ما يحركه ويؤثر فيه بل يدفعه الي الموت طلبا للشهادة فقد استخدمت أمبراطورية الشر هذا الحب في استغلالنا اسوأ استغلال فحاربوا بنا أعداءهم باسم الدين وأشعلوا بيننا حربا تأكلنا وتضعفنا وتشغلنا عنهم وتسوق سلاحهم لدينا باسم الدين بل شوهوا هذا الدين باسم الدين من بعض الجهلة منا بسلوكيات قدمته إلي البسطاء من الغرب علي أنه أبعد ما يكون عن الرحمة والسماحة والعطاء وهي صفات من أخص خصائصه لكنهم استطاعوا باسم الدين أن يشوهوا الدين.
كيف نواجه هذا المنهج الإبليسي..؟
نواجهه بمنهج الله الذي وضعه لخلقه في مواجهة المنهج الاغوائي الابليسي ومنهج الله يعتمد أول ما يعتمد علي العلم والمعرفة والعمل بما نعرف والعلم يقتضي أن نبحث فيما يدبره لنا عدونا ونحصن انفسنا تجاهه ومنه وقد كان ابن اليمان يقول كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه ” ومن المعرفة أن يكون لدينا مراكز أبحاث جادة تقف علي ما تفكر فيه مراكز الابحاث الغربية لصانع القرار الغربي.
ثانيا: أن نعرف ديننا معرفة صحيحة قادرة علي حمايتنا من الانغماس في الدماء وقد كانت سياسة مصر رشيدة بالحرص علي عدم التورط في حروب خارج حدودها تجرها اليها قوي لها أهدافها.
ثالثا: الايمان الدائم أن ابليس لن ينصحنا او يشير علينا بخير وإبليس هنا هم أعداؤنا الذين يعلنون عداءهم ويخططون علنا وينشرون خططهم هذه دون خوف.
رابعا: أن نعمل بما نعلم أي بمجرد المعرفة من خلال مراكز البحث التي تقدم لنا ما يراد بنا ووسائل مواجهته ونقوم بالتنفيذ دون تباطؤ.