إن الناظر إلي أحوال شباب اليوم لهو مؤسف إلي درجة شديدة ، أصبحو بعيدين كل البعد عن دينهم وأخلاقهم نتيجة غزو فكري وتغيير للهوية الدينية والثقافية لشباب الأمة .
أصبح هم كل شاب منهم اللهو اللعب والميوعة وعدم الجدية ، فالكثير منهم لا يعي ماذا يعني كونه مسلم ، ولا يعي عظم الدور الملقي علي عاتقه تجاه هذا الدين ، فتراهم في سهو وغفلة ، يلعبون ويضيعون الأوقات في التفاهات .
ومن اللغو واللعب وضياع الأوقات إلي ضياع الهوية الدينة والثقافية بتقليد الغرب في اللباس والحركات بل والكلام ، للأسف يبتغون عندهم العزة .
إيها الشباب ، إن عزتكم بهذا الدين بإتباع شرع الله والتمسك بسنة النبي المصطفي ؛ قال عمر -رضي الله عنه – نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما إبتغينا العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله .
إيها الشباب ، لقد ضحي هذا الجيل من الصحابة تضحيات في سبيل هذا الدين وتمسكهم به ونشره الكثير ، أفلا نضحي بشئ زهيد من هذه التضحيات .
هم تربوا علي تقوي من الله ورضوان, وليس على شفا جرف هار.
نريدُ شباباً على طريق الهدى والتقى سائرين، وبنهج سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم مقتدين،
نريد شاباً في ظل الله، من الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: ” سبعةٌ يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظلُّه:… شابٌّ نشأ في طاعة الله “
فلا بد أن يعرف الشاب الغاية التي من أجْلها خَلَق الله الإنسان، وهذه الغاية هي العبادة المُطلقة لله تعالى، والتي من معانيها إخلاص النيَّة لله في القول والعمل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والولاء والبَراء لله ورسوله، وإتباع هدي النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قولاً وعملاً، ظاهرًا وباطنًا، في الأمر والنهي، وإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .
وأن يتأسى الشاب بأصحاب القدوة ، وعلى رأسهم النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – ، ثم الصحابة الكرام – رضي الله عنهم – الذين تشرَّفوا بصُحبة النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -، واكتَسَبوا منه أفضل الأخلاق وأجمل الخِصال والصفات، ثم السلف الصالح الذين فهموا منهج النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – في جلاله وكماله، ونهج صَحبه العِظام في سيرتهم وجهادهم، فأعطوا للأجيال من بعدهم أسمى قدوة وأفضل أسوة، هؤلاء الذين هداهم الله، فبهُداهم يقتدي المسلم، وبسيرتهم يقتدي الشباب .
فعلى شبابنا الذين نريدهم اليوم، أن يقتدوا بشباب الصحابة رضي الله عنهم، ويسيروا على نهجهم، ويهتدوا بهديهم، عملاً وسلوكاً وحياةً وكفاحاً… حتى تعود عزتنا وكرامتنا من جديد .
هذه القصيده للشاعر المرحوم وليد الاعظمي
شبابَ الجيل للإسلام عودوا — فأنتم روحُـهُ وبكم يسودُ
وأنتــــم سرُّ نهضته قديماً — وأنتم فجره الزاهي الجديد
يُطِلُّ على الحياة هدىً وعدلاً — وإنصافاً فيبتسم الوجود
وتنطلقُ المشاعر من قلوبٍ — تداعبها الأماني والوعود
ويدفعــها إلى العــليا حنينٌ — وإيمانٌ بنهضتــها شــديدُ