الاخبارية – مسقط – وكالات
تعد سلطنة عُمان من أوائل الدول على مستوى العالم، في إبراز وتطوير وتأهيل مواقع التراث الثقافي العُماني، حتى أصبحت متنزهاتها الأثرية نموذجا تم الإشادة به من قبل لجنة التراث العالمي، والهيئات الاستشارية والمجالس الدولية المتخصصة بمنظمة اليونسكو، لما لهذه المتنزهات من أهمية كبيرة باعتبارها تراثا إنسانيا، ولكونها مركزا لتبادل المعرفة والتفاعل الثقافي، في المشهد العماني الثقافي والطبيعي، وتوفر تجربةً ممتعةً وتعليميةً للزائر.
كما تعتبر المواقع والمتنزهات الأثرية في السلطنة نموذجا للأبعاد الوطنية للتراث الثقافي العُماني، بأشكاله المتعددة، وما إدراج العديد منها في قائمة التراث العالمي الثقافي والطبيعي، إلا تأكيدا على حسن إدارة وصيانة المحتوى، مما جذب إليها الإنسان العُماني والأسرة العمانية، والزوار بشكل مكثف، وتؤكد الإحصائيات السنوية عدد الزوار في المتنزهات الأثرية لمواقع أرض اللبان؛ ففي عام 2018م، بلغ عدد زوار هذه المواقع (171.530 زائرًا)، وحتى نهاية أغسطس من هذا عام 2019م وصل عدد الزوار إلى (124.749 زائرًا).
تزخر القائمة الوطنية للتراث الثقافي والطبيعي العُماني بالعديد من هذه المواقع، وتم تسجيل مجموعة منها في القائمة التمهيدية للتراث الثقافي والطبيعي العالمي بمنظمة اليونسكو، تمهيدا لاستكمال إجراءات إدراجها كمواقع للتراث العالمي، وذلك لأهميتها كتراث ذي قيمة استثنائية إنسانية عالمية، ومنها (موقع حصن سلّوت الأثري) حيث يتميز بثراء تراثه الثقافي، الذي يعُود لعصور مبكرة من الحضارة الإنسانية، ذكرتها المصادر التاريخية، كرمز للقدم في البناء والصلابة والبقاء، وعراقة سلوت وأصالتها، كونها قلب حضارة مجان في عمان التاريخية، كانت وما زالت محورا أساسيا، وامتدادا متواصلا من التراث الثقافي المتعدد، في أشكالها المعمارية وموادها الأثرية، التي تؤكد على وجود نظام إداري، وحكم مركزي ثقافي وتجاري، في شبكة واسعة من العلاقات الخارجية، مع مراكز حضارات العالم القديم، منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد.
وتتم حاليا تهيئة مدينة سلوت الأثرية لتكون ضمن مواقع التراث العالمي، وهي الآن في السجل التمهيدي، بغية تدارسه للحصول على الموافقة بانضمام الموقع لقائمة التراث العالمي.
ولا شك أن التزام السلطنة الثابت ودعمها الدائم لصون التراث الثقافي، وتحقيق أهداف اتفاقية التراث العالمي، يأتي انطلاقًا من النهج السامي للسلطان قابوس بن سعيد في الاهتمام وإبراز دور التراث الثقافي العُماني، بأشكاله وأنواعه المختلفة، كتراث عالمي إنساني، ذي قيمة استثنائية.