الاخبارية – عادل ابراهيم
أعلن مركز بروكسل الدولي للبحوث وحقوق الإنسان رسميا أنه سينظم مؤتمرا بعنوان “تجنب صراعات الدول المتعددة في الشرق الأوسط: كيف يمكن للاتحاد الأوروبي تعزيز السلام الإقليمي” يوم الأربعاء 11 ديسمبر 2019 في مباني البرلمان الأوروبي في بروكسل.
وأوضح المركز في بيانه بأن المؤتمر سيتطرق إلى السياسات العدائية لإيران، والتي درجت على تعزيز نفوذها الإقليمي عبر محاولات التغلغل غير الشرعي في دول الجوار الخليجي، وفي العراق وسوريا ولبنان واليمن، ومحاولاتها الدؤوب للهيمنة وفرض أجندتها التوسعية، ضربا بعرض الحائط مختلف العهود والأعراف الدولية ومبادئ حسن الجوار.
وأضاف بأن الهجومين في يونيو المنصرم على ناقلتين في مضيق باب العرب (هرمز)، وعلى منشآت أرامكو السعودية، قد فاقما التوتر بشكل ملحوظ، ولكن العالم فوجئ بغياب رد الفعل الأمريكي الصارم، مما أثار حزمة من التساؤلات في الدوائر السياسية الدولية، وأن تلك التساؤلات قد تعززت وتحولت إلى تكهنات سالبة بسبب ما يرشح عن النية الأمريكية للانسحاب التدريجي من تحالفاتها في المنطقة العربية.
أوضح أن تلك التطورات الجوهرية تفتح آفاقا لإطلاق الاتحاد الأوروبي استراتيجية جديدة تستهدف تحقيق السلام المستدام، وتفعيل موقعه الراسخ شريكا رئيسا يعمل للحيلولة دون اندلاع الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، وفي ذات الوقت تطرح تلك الاستراتيجية معالجات عقلانية للمشكلات الراهنة، وقال المصدر إن المؤتمر يسعى لطرح تلك القضايا على بساط البحث المتعمق بين الخبراء والأكاديميين وصناع السياسات في الاتحاد الأوروبي.
يستضيف المؤتمر لوكاس ماندل؛ عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الشعب الأوروبي، وتتولى إدارته شذى إسلام، مديرة أوروبا والجغرافيا السياسية في منظمة أصدقاء أوروبا، وهي مؤسسة بحثية مستقلة دولية ومقرها في بروكسل. كما تستضيف الفعالية الباحثين والمدافعين عن حقوق الإنسان، وعددا كبيرا من الصحفيين والقنوات التلفزيونية المحلية والعالمية، ومنظمات المجتمع المدني، ومن ضمنها منظمات كبرى مثال منظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، ومعهد إغمونت، ومركز السياسة الأوروبية.
تضم قائمة المتحدثين المؤكد مشاركتهم كلا من بولا يعقوبيان، نائبة لبنانية، عضو في الفريق الاستشاري الخارجي للتنوع والشمول بالبنك الدولي؛ والسفير مارك أوتي، رئيس مركز بروكسل الدولي للبحوث وحقوق الإنسان ومبعوث بلجيكا الخاص إلى سوريا؛ والدكتور بيتر كرويس، الممثل الدائم للنمسا لدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ والدكتورة إميلي تشيلي، خبيرة إيران والشرق الأوسط لدى مركز التحليل والتدخل السوسيولوجي CADIS (EHESS-CNRS) في باريس؛ وغابرييل مونويرا فينالز، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: شبه الجزيرة العربية والعراق والسياسات الإقليمية في دائرة العمل الخارجي الأوروبي EEAS .
ذكر البيان أن حضور النائبة اللبنانية بولا يعقوبيان، ذات السجل السياسي والحقوقي المشهود، يُضفي بُعدا خاصا للمؤتمر، والذي استقطب بالفعل حضورا مكثفا ورفيع المستوى من البعثات الدبلوماسية الممثلة في بروكسل، وكشف النقاب عن إجماع المراقبين في بروكسل بأن توصيات المؤتمر وقراراته ستكون حاسمة في توحيد الموقف الأوروبي بشكل دائم، وبلورة استراتيجية واضحة للتصدي للتعديات الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، علاوة على صياغة سياسة منهجية للحيلولة دون اندلاع الصراعات متعددة الأطراف في المنطقة.
وختم بالقول إن بروكسل تشهد حالة من الترقب المحموم بانتظار ما سيسفر عنه المؤتمر من قرارات وتوصيات من شأنها تغيير استراتيجية الاتحاد الأوروبي تجاه منطقة الشرق الأوسط بشكل جذري، مما سيؤدي بدوره إلى تغيير المعادلة الإقليمية، وبالتالي إلى إعادة صياغة الأوضاع السياسية الدولية بأكملها.
جدير بالذكر أن المؤتمر يأتي ضمن سلسلة من الفعاليات الدورية التي يعقدها مركز بروكسل الدولي للبحوث وحقوق الإنسان عن مختلف القضايا الجيوستراتيجية التي تهم دول الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط.