الاخبارية – وكالات
أكد سفير مصر بفرنسا ومندوبها الدائم بمنظمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) السفير إيهاب بدوي، حرص الدولة المصرية على التوصل لاتفاق عادل ومتوازن حول سد النهضة، تكون آثاره محتملة بالنسبة لمصر، ويلبي، في الوقت ذاته، احتياجات إثيوبيا المشروعة لإنتاج الطاقة الكهربائية وتحقيق تطلعاتها التنموية.
جاء ذلك في الندوة التي عُقِدَت بمجلس الشيوخ الفرنسي، حول دور دبلوماسية المياه في إدارة حوض النيل برئاسة كاترين موران دوسايي رئيسة مجموعة الصداقة الفرنسية المصرية بالمجلس وبمشاركة سفراء مصر وإثيوبيا والسودان في فرنسا.
وأشاد السفير إيهاب بدوي بالأجواء الإيجابية التي سادت الجولة الأخيرة من مفاوضات سد النهضة بواشنطن، مشددا على أن هناك تضحيات سيتعين تقديمها وعلى أن المسار التفاوضي هو السبيل الوحيد للوصول إلى تفاهم بين إثيوبيا ودولتي المصب، مصر والسودان.
ووصف السفير بدوي نهر النيل بأنه شريان الحياة والمصدر الوحيد للمياه في مصر التي دخلت بالفعل في خط الفقر المائي، مشيرا إلى الجهود الحثيثة المبذولة من الجانب المصري للحفاظ على الموارد المائية بترشيد استخدامات المياه في كافة المجالات ومنع زراعة المحاصيل الأكثر استهلاكا للمياه في بعض المناطق، مشيراً إلى تحديات الزيادة السكانية المطردة في مصر التي تناهز الـ27 مليون مواطن كل عشر سنوات بواقع 2.7 مليون كل عام.
كما أكد على أهمية هذه الندوة لما تسمح به من إجراء مناقشات إستراتيجية وبناءة تسهم في تقريب وجهات النظر و تجاوز النقاط الخلافية بين الدول الثلاث (مصر، وإثيوبيا، والسودان) قبل أيام من جولة المفاوضات الحاسمة المرتقبة بالعاصمة الأمريكية في نهاية الشهر الجاري التي من المنتظر أن يتمخض عنها اتفاقا شاملا يلبي تطلعات كافة الأطراف حتى يظل نهر النيل مصدرا للتعاون بين دول حول النيل وليس للصراع والتوتر.
من جانبه، قال سفير إثيوبيا بباريس هينوك تيفيرا إن بلاده على قناعة بإمكانية الوصول لاتفاق رابح للجميع يقوم على مبادئ القانون الدولي و هي الاستخدام العادل المياه و عدم التسبب في أضرار بالغة لدول حوض النيل.
وأضاف السفير الإثيوبي أن اجتماعات واشنطن سمحت بالاتفاق حول عدد من العناصر الأساسية متمثلة في إمكانية ملء السد على مراحل في شهري يوليو وأغسطس وكذلك في سبتمبر، وفقا لموسم الأمطار وللظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق وصولا لمنسوب 595 متر فوق سطح البحر لضمان التوليد السريع للكهرباء، مشيرا أيضا إلى الاتفاق على استحداث آلية تنسيق على أن يتم استكمال النقاش بشأنها خلال الاجتماعات المقررة بالخرطوم.
من ناحيته، أكد سفير السودان بفرنسا، دفع الله الحاج علي، ضرورة أن تتم مفاوضات سد النهضة بشكل ثلاثي وأن تراعي الحقوق المائية للسودان ومصر بشكل عادل ومتوازن يتيح لإثيوبيا تحقيق أهدافها التنموية، مشيرا إلى إمكانية تجاوز كافة الصعاب عبر الحوار لإيجاد حلول توافقية.
وأوضح أن سياسة بلاده قائمة على احترام القانون الدولي الذي يسمح لأية دولة مطلة على نهر بالاستفادة منه تنمويا شريطة التزامها بثلاثة مبادئ أساسية وهي الاستخدام العادل والمعقول للمياه المشتركة وعدم إلحاق أضرار بالغة لأي طرف وضرورة التعاون في هذا الشأن.
بدوره، أكد الأمين العام للجنة الدولية للسدود الكبرى السيد ميشيل دو فيفو على حتمية تبادل المعلومات والبيانات بين الأطراف المعنية وضرورة إنشاء آلية لحل النزاعات بين الأطراف المرتبطة بحوض النيل والتنسيق المستمر فيما يتعلق بتقاسم المياه و تحديد مراحل ومعدلات ملء سد النهضة فضلا عن تحديد استخدام مياه الأمطار في إثيوبيا في إطار شرعي ونزيه يخدم مصالح جميع الأطراف.
كما دعا الخبير الدولي إلى إعداد دراسات عن تأثير التطورات المناخية والبيئية والسكانية على الثروات المائية في المنطقة.
وقد شارك في الندوة الوزير المفوض ياسر سرور نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون المياه و نائبة المديرة العامة لليونسكو السيدة شامية نير بدويل ومدير مجموعة الصداقة بين فرنسا وبلدان القرن الإفريقي السيد سيدريك بيران.
كما شاركت سمو الأميرة سمية بنت الحسن رئيسة الجمعية العلمية الملكية، بالإضافة إلى خبراء و دبلوماسيين متخصصين في قضايا المياه والقارة الأفريقية.