قاومت كل محاولات الاغراء بالكتابة عن حالة زواج الفنانة حلا شيحة مع معز مسعود شبه الفنان وشبه الداعية وشبه اشياء اخرى .. وذلك لاسباب كثيرة في مقدمتها ما يثار ومايطرح من تفسيرات مزرية وتأويلات جهنمية وحالة جدل اقرب الى السفسطة البيزنطية مغلفة بفورة غضب مصحوبة باللعنات والرغبات المحمومة والمكبوتة تجاه شيء ما..
الامر على اختلاف النظرة والتوجه اليه يعكس بجدية قدرا كبيرا من حالة الارتباك والتيه الثقافي والاجتماعي والجرأة على عباد الله والتجرؤ على دين الله والاجتراء على قيم المجتمع وما رسخ في الوجدان العام حول بقايا احترام لا يزال يقاوم من اجل الصمود ونتف من حياء تبحث لها عن مكان على استحياء وهمهمات تحاول ان تتدثر بقليل من عقل او رغبة في التعقل واضفاء لمسة من المنطق على واقع لا يعرف لكثير من الاشياء منطق ويعاني من ويلات انفتاح تحار معه وفيه كل وسيلة للضبط واداة للربط .
السؤال المهم هو الم تكن هناك فرصة لان يمر هذا الزواج دون ضجة او اثارة بعيدا عما حدث خاصة وان هناك زيجات اكثر منها بذخا واغراقا في عالم اللامعقول بين الفنانين واصحاب الاموال اوالاثرياء الجدد او القدامى؟
الجواب ببساطة ان معز وحلا اشبه باوراق الخريف التى تريد ان تنقض ولا خضر لها..هم شواهد وادلة اثبات واشارة الى نماذج زاعقة وربما مزعجة في المجتمع المعاصر تسللت وتسربت وألقت باشعاعات احيانا وكان وهجها مبهرا ثم تبعها كرات من اللهب الحارق والمدمر مرات عديدة..ومما يثير العجب حولها انها لا هي قادرة على الصمود وتاسيس قواعد مستقرة رغم المحاولات ولا يسمح لها اللهو الخفي الذي يدعمها ويساندها بالسقوط لاغراض في نفس يعقوب.. فيما ادمن البعض مشاهد الفرجة من بعيد وحتى من قريب.
زيجة معز حلا ليست في حقيقتها ازمة ولكنها جاءت تعبيرا عن مجموعة ازمات بعضها فوق بعض وان الجميع بلا استثناء من المتعقلين والمهرجين والسفسطائيين بقصد او عن غير قصد ارادوا تحميل الزيجة كل امراض العصر.
امراض الفن واهله وامراض اهل التقوى والصلاح امراض الدعاة الجدد وبوابات الفتنة التى شرعوها ونصبوها للعامة والخاصة وامراض ازمة الخطاب الديني ومؤسساته الرسمية وغير الرسمية وامراض التدين على كل اشكاله التدين المريض والمعتوه والمنقوص والمؤدلج والمسيس وامراض المصابين بحمى الافتاء في كل شيئ..وامراض الاعلام الحديث والالكتروني الهائم على وجهه في عالم التريندات وحصد الليكات وامراض ورزايا بقايا وشوارد عصر الانفتاح والحرية المفتوحة والمفجوعة في اهلها والفاجعة للجميع..
وامراض الحب الضائع والعشوق الممنوع والحب في زمن الكوليرا والانفلوانزا والكوفيد بكل ارقامه..
وامراض الدراما التركية والارجنتينية والهندية ومن قبلها مصائب ورزايا الدراما المصرية فضلا عن الافلام الفرنسية والامريكية.
وامراض الاسرة المصرية بكل احوالها والتى هدها عنف المد وقسوة الجزر وهدد كل جسور الترابط وتعاني من خطر التفكك. وامراض بنات حواء وماذا يردن بالزواج وحتى من غير زواج وامراض الزواج والطلاق بينى وبينك او على ورق البردى او على دقات الطبول وانوار الشموع وامراض مؤسسات المراة الجديدة والقديمة والمتجددة.
وامراض الثروة والجاه وماذا يفعل كل من الرجل والمراة عندما تجري الاموال انهارا بين ايديهم وارجلهم ومن خلفهم ومن تحتهم ..
وامراض الجماعات الدينية ولعبة الزواج وماذا فعلوا برخصة التعدد..وكيف وصل الامر الى اعتبار العقد الشرعي مجرد ورقة لاباحة الوطء في اكثر التعبيرات تهذيبا.
وايضا امراض الجماعات العاشقة لشيطنة كل ما هو ديني او يقترب منه بالقول والعمل والذين لايجدون حرجا في العدوان على الدين والتجرؤ على الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته.
وقبل كل ذلك امراض زي المراة في مجتمعنا المعاصر بالحجاب او بدون او بطرحة او بمنديل بأوية اوملاية لف بالقوة او بالتراضى والاقناع او حسب الموضة..
في اعتقادي ان المشكلة الاكبر بروز وتصاعد حدة الصراع بين عمليات التوفيق والتلفيق بين دعاوى الالتزام والتمسك بالقيم والتمرد عليها وهجمات المتنطعين والمتطرفين على اقصى حافة التيارات المختلفة واصحاب الرؤى المتضاربة والمتصارعة او المتقاطعة مع كل الاصول الدينية والاعراف التقليدية..
هذا الصراع المرتبك ظهر جليا في الاجابات وردود الافعال للتوضيح او اعلان البراءة من اتهامات او بمعنى ادق بالانتساب لتياارت او توجهات يفترض انها محافظة ورغم انها جاءت عفوية الا انها كانت كاشفة..مثل وصف العريس بانه ليس داعية اسلامي وانما هو باحث في الشأن الاسلامي وكما جاء نصا على لسان والد العروس :”هو مش داعية إسلامي زي ما بيتكتب عنه هو باحث إسلامي ومنتج وعازف وملحن وفنان كمان”.
وكذا الامر بالنسبة للحجاب.. فالعروس ليست محجبة ولم يطلب منها ولم يكن محل نقاش وكذا ام العروس واخته غير محجبات وتم التاكيد على ذلك بنشر صور تجمعهم وظهرن فيها بغير حجاب ..
ولعل هذا كان محاولة لامتصاص غضب ومطالب من البعض بالا يصف احد العريس بانه داعية اسلامي بعد تعدد زيجاته من الوسط الفنى وغيره وباعتبارانه ليس النموذج الذي يمثل الداعية اويتفق مع الصورة الحقيقية لعالم في الدين.(تزوج معز مسعود 4 مرات الأولى في العام 2003عندما تزوج ملكة جمال الجامعة الأمريكية وتدعى سارة.وفي العام 2017 تزوج من المرشدة السياحية بسنت نور الدين التي تبلغ من العمر 29 عاما واستمر الزواج 6 أشهر فقط ثم حدث الانفصال بينهما ثم تزوج عام 2018 من الفنانة شيري عادل وفي 2021 تزوج حلا شيحة).
كل يوم تتضح امامنا الابعاد المختلفة للعبة الدعاة الجدد وصناعة وتصدير انواع وانماط من المتدينين ولعبة الفنانات والعزف على وتر الدين والزي والعلاقات العامة والخاصة وكيف يتم اختراق تلك الاوساط وصناعة نماذج مخصوصة لاغراض محددة ومعلومة ولم يعد خافيا على احد دور مراكز البحوث والراي العام لدى القوى الاجنبية في هذا الصدد كما هو ثابت ومعلن من حدوث عمليات تبني لاشخاص وتدريبهم وتلقينهم واعدادهم بطرق علمية وفنية لتحقيق اهداف معينة ثم يتم تصديرهم لمجتمعاتنا ويتم تزويدهم بكل ما يلزم ومنحهم كل الفرص والتمويل اللازم الى جانب الحماية المطلوبة على منصات التواصل الجماهيرية سواء في الفضائيات او على النت.
تلك هي المشكلة الحقيقية التى يجب الاعتراف بها ومواجهتها بجدية ..ترى ماذا نحن فاعلون امام هذا الكم الرهيب اوالركام من المشكلات هل ينتهي الامر بانقضاء شهر العسل للمتزوجين الجدد ام ننتظر حالات اخرى من الزواج والطلاق ثم نعاود الكرة ونجتر المزيد من الالام والاحلام والرغبة في الابعاد او التخلص من المزيد من الاحباطات؟
**قيل ان الرجال الأذكياء لا يتزوجون الفاتنات، والنساء الفاتنات لا يتزوجن إلا العاديين.
**يقول سقراط :أقبل على الزواج في كل الأحوال فإن كانت زوجتك صالحة تسعد وإن كانت طالحة تصبح فيلسوفا وفي هذا صلاح المرء.
** وقيل :يتم الطلاق اليوم لأتفه الأسباب لأن الزواج يتم لأتفه الأسباب.
والله المستعان..
Megahedkh@hotmail.com