(مولد المطراوى)
(كشك الختان وموس المزين حامى)
(إستخدام البنسه والزراديه فى طهارة الأولاد)
** ماأن يهل علينا شهر شعبان من كل عام حتى تبدأ المطريه تتزين إستعدادا للإحتفال بمولد (المطراوى) ومع إنتصاف شهر شعبان والإحتفال بذكرى تحويل القبله يحتفل أهالى المطريه وجميع الأحياء المجاورة بالليله الكبيره للمولد وصاحب المولد وهو الشيخ/أحمد المطراوى والذى يتواجد مسجده فى منتصف الشارع المسمى بإسمه بين ميدانى المطريه والمسله
** تشهد الليله الختاميه زحاما شديداً من الوافدين من المريدين من مختلف أحياء القاهره بالإضافه لشعب المطريه والذى يعتبر هذه الليله عيدا خاصاً بهم دون غيرهم
** كان المولد فى السبعينيات وحتى نهاية الثمانينيات له طابعه الخاص والذى لايقل عن الموالد الكبرى مثل مولد الحسين أو السيده لكن مع تغير وجه الحياه الإجتماعيه وزيادة أعباء الحياة وإختلاف الأجيال بدأت مظاهر المولد تختفى شيئاً فشيئا ولم يعد له نفس الإقبال لدى الجمهور لذلك ماسأكتبه الآن هو المولد فى أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينات حيث كان ميعاده فى هذه الفتره أثناء الأجازه الصيفيه مما كان يسمح لقطاع عريض من الشباب فى مثل عمرنا فى هذا الوقت من حضور المولد يومياً والمشى فى شوارع وحوارى المطريه العتيقه والسهر فيه حتى الفجر
** تتنوع مظاهر الإحتفال بين المدائح النبوية والإنشاد الدينى من خلال حلقات الذكر سواء المقامه فى المسجد أو فى الشوادر التى كان يتم تشييدها خصيصاً لهذا الغرض حيث كانت تقام الحضرات وحلقات الذكر والدعاء والخطب الرنانه أما فى الشارع الرئيسى وجميع الشوارع الجانبيه كان هناك نشاط ورواج إقتصادى من طعام وشراب ومبيعات لكافة شئ وخاصة بيع الحلوى المميزه للمولد مثل العروسه والحصان الحلاوه كما كان ينتشر بائعى العطور والأعلام المزينه بعبارات دينيه وأعلام جميع البلاد العربيه وبائعى الطرطور والطرابيش والألعاب البلاستيكيه والخشبيه
** مظاهر الزينه كانت منتشره فى كل شبر فى شارع المطراوى حتى فى المحلات الموجوده اصلا فى الشارع فالجميع يعتبر هذه الأيام مجال واسع للرزق يجب إستثماره على أحسن وجه وكانت ألعاب الأطفال وخاصة المراجيح ولعبة النيشان والأراجوز عليها زحام شديد فكل عائله مصريه تريد أن يتفسح أبنائها الصغار ويسعدوا بالمولد
أما لعبة كمال الأجسام وحمل الأثقال وضرب المدفع فكان الرجال يتسابقون عليها ويحدث بينهم مراهنات وتحدى فى جو من السعاده والمرح
** بعض الأهالى أصحاب البيوت كانوا يستغلون المولد لتأجير بعض الغرف سواء للبائعين لإستخدامها وقت المولد كمخزن أو للمنشدين والمريدين للمبيت بها
** لاشك أن المولد كان يعتبر موسم للحلاقين حيث يجلس العشرات على الرصيف ليمر عليهم المزين ويحلق لهم جميعاً بتكلفه بسيطه مثل (بيضتين أو ساندوتش فول نابت) كما كان هناك من يقوم بعملية (الوشم) أو الرسم بالحناء وخاصة للبنات الصغيره أما عملية الختان (الطهاره) فكانت تتم بطريقه غير آدميه حيث كان الزحام على (كشك المطهراتى)
من جميع أفراد عائلة الطفل وماأن يقوم (المزين) بعمله سواء بسكينه ذات شفره حاميه أو بشفرة موس حتى تعلو زغاريد النساء ويتم رش الملح بطريقه عشوائيه على رؤوس الماره وتوزع بعض الحلوى ابتهاجاً بهذه المناسبه ولا أستطيع أن أنسى من كان يستخدم (البنسه والزراديه) بطريقه وحشيه غير آدميه وبدون أى تعقيم أو تطهير لأى شئ والله وحده هو الذى يعلم حجم المضاعفات والأمراض التى نقلت لهؤلاء الأطفال بعدما كبروا فكثير من الأمراض لا تظهر أعراضها إلا بعد فتره طويله من الزمن
** لم تكن عملية الختان فى المولد هى الظاهره السلبيه الوحيده بل كان هناك ظواهر سلبيه أخرى مثل السرقه والتسول والقمار بأشكاله المختلفه وبيع وتعاطى المخدرات
** يظل مولد المطراوى ذكرى وعلامه لكل أهالى المطريه أو أى إنسان زاره فى يوم من الأيام حتى وإن أختفت كل مظاهره القديمه وأصبح يقتصر اليوم على عدد قليل من البائعين فى محيط المسجد فقط