احذر ممن لا يملك عزيزا في حياته، فهو كرياح الصحراء، جاف لا حياة فيه، يجتاحك بهدوء لكنه يترك خلفه دمارا لا يرمم.
هؤلاء الذين لا تربطهم علاقات تلمس قلوبهم ولا يحتفظون بأحد في اغوار أرواحهم، هم أشد الناس قسوة وخطرا.
فمن لا عزيز له، لا يحمل في قلبه نبضا للوفاء، ولا يتوقف عند حافة الحنين.
هو كالصخر، تتكسر عنده المعاني، وكالنار، تحرق كل من اقترب منها.
ترى في عينيه جمودا، وفي كلماته سكينا يطعن في ظهرك حين توليه الثقة.
العزيز هو مرآة النفس، هو الرابط الذي يشعل دفء الأيام الباردة، ويمنح الحياة معنى وسط زحامها.
فمن لا عزيز له، هو غريب عن معنى الحياة، يسير بين الناس بقلب جاف لا يعرف النبض، يتجرأ على طعن القلوب وتمزيق الروابط دون خوف أو ندم.
هو فراغ متحرك، لا أمان معه ولا عهد يحفظ في حضرته.
كم من مرةٍ صادفت أشخاصا يتظاهرون بالحب وهم في حقيقتهم فراغ متنكر؟ وكم من مرة فتحت أبواب قلبك لمن لا يعرفون قيمة الوفاء؟ هؤلاء هم الأشد إيلاما، لأنهم يتركون فينا ندوبا لا تشفى بسهولة.
احذر ممن لا يحتفظ بعزيز، فإن من لا يصون روابطه، لن يصونك.
ابتعد عن كل من يستهين بالعلاقات، ويبدد المودة كأنها غبار يتطاير مع الرياح.
في غياب العزيز، يغيب النبل، ويتحول الإنسان إلى مخلوق يسعى فقط لتحقيق رغباته دون أن ينظر إلى من حوله.
وفي النهاية، تذكر دائما أن الحياة تقاس بمن يحتلون مكانة في قلبك، وبمن تعتبرهم أثمن من كل كنوز الدنيا.
فلا تفتح أبواب روحك لمن لا عزيز له، لأنك تستحق أن تحيط نفسك بأرواح تعرف قيمتك، وتصونك في قلوبها مكانة خالدة لا تزول.