أخطر معركة ستخوضها في حياتك لن تكون مع خصم خارجي، بل مع عدو يسكنك، يعرف نقاط ضعفك، يسمع أفكارك، ويزرع الشك في يقينك.
إنه أنت تلك النسخة الخفية منك، التي تضعف عند أول سقوط، التي تبرر الفشل، وتغريك بالراحة حتى تصبح حياتك سرابا بلا معنى.
كم مرة خدعتك نفسك؟ أقنعتك أن الوقت لم يحن بعد، أن الحلم بعيد، أن النجاح قسمة وحظ وليس إرادة وسعي؟
كم مرة دفعتك للتأجيل، فأضعت الفرص؟
كم مرة جعلتك سجين الخوف، تهرب من التغيير، تهدم ذاتك بيديك دون أن تدرك؟
احذر من نفسك حين تبرر تراجعك، حين تستسلم قبل أن تبدأ، حين تخدعك بأنك ضعيف، أن لا جدوى من المحاولة، أن الحياة ظلمتك.
لم تظلمك الحياة، بل ظلمت نفسك حين استمعت لصوت الوهم داخلك، حين استسلمت لما يجب أن تحاربه، حين صالحت العجز بدلا من مواجهته.
لا تكن تابعا لنفسك، بل امتلك زمامها، قدها بعزم قبل أن تجرك للهاوية.
اسحق ذلك الصوت الهش الذي يهمس لك بالهروب، واقتل مخاوفك قبل أن تقتلك.
انفض عنك غبار الوهن، واخرج من ظلمات التردد، فداخلك قوة لن تراها حتى تثور على نفسك، حتى تروضها وتوجهها حيث يصنع العظماء مجدهم، لا حيث يهرب الضعفاء.
اليوم إما أن تسيطر على نفسك، أو تتركها تدمرك.
القرار بيدك، والمستقبل يفتح أبوابه لمن يجرؤ.