بعد غدٍ يحل علينا جميعًا مناسبة هي من أعظم المناسبات الدينية في الإسلام وشعيرة من شعائر الدين، وأيام عظيمة عند كافة المسلمين في كل بقاع الأرض وهو عيد الأضحى المبارك، وحتى تكتمل الفرحة في القلوب بهذه الأيام الكريمة، فلابد على كل الأغنياء والقادرين الذين أفاض الله عليهم من سعة الرزق أن يبحثوا عن المحتاجين والفقراء والمساكين والأسر المتوسطة ومحدودة الدخل، وإدخال السرور إلى قلوبهم وقلوب من يعولونهم من خلال منحهم مبلغًا من المال ولو كان بسيطًا، أو إعطائهم حصة من لحوم الأضحية، أو شراء كمية من الأطعمة وتوزيعها عليهم، ومَنحهم الهدايا والملابس الجيّدة لأولادهم حتى تعم الفرحة والسعادة في القلوب.
وليعلم الجميع أن إخراج الصدقات للمحتاجين والفقراء – مهما كان مقدارها ولو بسيطة وقليلة – هي صدقة مطهرة للقلوب وتزيد من سعة الرزق للمتصدق وتشفي مرضاه، إضافة إلى ثوابها العظيم عند الله، وهذا ما ذكر في الآية الكريمة في قول الله تعالى “وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ”، كما أن إخراج الصدقات تؤدي إلى عدم إحساس المحتاجين والفقراء بالنقص أو الحرمان بشرط أن يتم منحها في الخفاء، وتعمل أيضًا على انتشار المحبة والألفة والفرحة بين الناس، وتقوي أواصر التكافل الاجتماعي؛ مما يحد من نسب الجريمة بالمجتمع.
والحقيقة أن المجتمع المصري مازال بخير؛ حيث إن هناك الكثير من المؤسسات الخيرية التي تهتم بأمر المحتاجين والفقراء، وعلى غير القادرين التوجه إليهم، بالإضافة إلى الكثير من رجال الأعمال والميسورين الذين ينفقون جزءًا من أموالهم في سبيل الله محبة في الأجر والثواب جزاهم الله خيرًا، وأتمنى أن ينضم إليهم الكثيرون لرفع العبء عن كاهل كل محتاج في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.
mahmoud.diab@egyptpress.org