مجموعة من الصور العبقرية اللافتة والمعبرة التقطتها عدسة زميلنا العزيز الفنان سليمان العطيفي المصور الخاص لرئيس الوزراء.. وهو ابن الجمهورية أيضا.. الصور خاصة بزيارة المهندس مصطفى مدبولي رئيس الوزراء لإحدى قرى محافظة المنوفية ..عبقرية الصورة أنها من عينة وفصيلة التى تغني عن مائة مقال .. صور من لحم ودم صور نابضة ناطقة بواقع الحال ودافعة إلى التفكير في المستقبل وتطمئن إلى الأمل في التغيير طالما كان التفاعل قائما مع المعطيات على أرض الواقع وطالما كانت الإرادة والعزيمة القوية هي المحرك في إطار خطة واضحة المعالم ورغبة حقيقية في الانتصار لآمال وأهداف المستقبل سعيا لإقامة حياة كريمة ..
وهنا لابد من تحية واجبة للزميل العزيز هاني يونس الذي يقوم بجهد رائع في نقل الصور فائقة الجودة والقدرة على التعبير من مناطق عديدة ويضع مشاهد ومتابع السوشيال ميديا عند أقرب نقطة من الواقع والحقائق..
ليس الأمر كما يتصور أويظن البعض أنها مجرد صور لمسئول كبير يزور قرية .. ولكنها في الحقيقة اكبر وأعمق من ذلك بكثير فضلا عما تحمله من رسائل الامل ودعوات التحدي وكسر سلاسل وأغلال وتحطيم جبال الإهمال واللامبالاة والاستهانة والاستهتار بالفلاح والقرية عموما..
المعنى الأهم لنزول رئيس الوزراء بملابس كاجوال ومعه عدد من الوزراء والمسئولين والوصول إلى عمق الظلام والطين والمرار الطافح في قلب القرية المصرية.. أن ساعة العمل الجاد والتحرك على أرض الواقع وتسجيل ضربات حقيقية في معركة التغيير للانتقال إلى واقع أفضل قد بدأت بالفعل وأن الأمر قد تجاوز مجرد قرارات فوقية وتوجيهات علوية من أجل التنمية الحقيقية..
اللافت فعلا كما تقول الصور العبقرية أن رئيس الوزراء قد وصل بالفعل إلى مربط الفرس في القضية.. وبالفعل كان هناك بلا خجل أو محاولة التزييف أو تجميل الواقع وتزيينه من أجل عيون المسئولين ..كانت الصور من لحم ودم ومن مناطق يأنف أن يصل إليها شيخ الخفر أوالعمدة .عشش الفراخ فوق الرأس واقفاص على الجدران ومعلقة على الاسقف الخشبية والبط والاوز تحت الاقدام وهباب الفرن على الحوائط وفلاحة بسيطة بجلابيتها المتواضعة كما هي في ام بيتها بلا رتوش.ورئيس الوزراء يستمع للشكاوى ويرد عليها بلسان ابن البلد .
إحنا تحت أمرك يا أمى..وفيه تكليف واضح من رئيس الجمهورية نعمل لكم “سكن كريم”، ضمن مبادرة “حياة كريمة”..
وترد السيدة بعفوية وتلقائية..ربنا يبارك فى الريس، ويعينكم يا رب.
أتصور أن جولة رئيس الوزراء وحديثه المفتوح مع أهالي القرية والذي كنت افضل أن يعقد في الوحدة المحلية أو مركز الشباب أو أي مصلحة حكومية اوحتى مدرسة لتكون رسالة مزدوجة وفرصة لتطويرها على هامش الزيارة ..
هي ضربة بداية موفقة على طريق المشروع الكبير الحلم .. حياة كريمة.. وبداية تعامل جدي ومتابعة ميدانية لا تتوقف حتى يجنى الناس الثمار الحلوة للمشروع كما تم التخطيط له وكما يحلم به الجميع ..
وللتذكرة فقط فإن مشروع تطوير القرى يأتي ضمن مبادرة حياة كريمة التي أطلقها الرئيس السيسي في ٢ يناير ٢٠١٩ لتحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا على مستوى الدولة ويستهدف التدخل العاجل لتحسين جودة الحياة لمواطني الريف من خلال تطوير ٤٥٨٤ قرية يمثلون نسبة ٥٨٪ من إجمالي سكان الجمهورية أي ما يزيد على ٥٥ مليون نسمة بتكلفة تقديرية ٥١٥ مليار جنيه.
يسعى المشروع لتقديم حزمة متكاملة من الخدمات تشمل :
خدمات المرافق والبنية الأساسية (الطرق والنقل – الصرف الصحي ومياه الشرب – الكهرباء – الغاز – تطوير الوحدات المحلية – الشباب والرياضة – الخدمات الصحية والتعليمية).
التنمية الاقتصادية وتوفير فرص عمل (إنشاء مجمعات صناعية – تأهيل مهني – توفير مشروعات ذات عائد اقتصادي.
التدخلات الاجتماعية وتوفير سكن كريم (محو أمية وتعليم – سكن كريم – حملات توعية وثقافية ورياضية وتأهيل نفسي واجتماعي – تجهيز عرائس وسداد ديون).
استهدفت المرحلة الأولى من المشروع تنمية القرى الأكثر احتياجًا بإجمالي ٣٧٥ تجمعًا ريفيًا، يشتملون على ٤,٥ مليون مستفيد بإجمالي استثمارات ١٣,٥ مليار جنيه وتستهدف المرحلة الثانية تنمية كافة المراكز الريفية بإجمالي ٤٢٠٩ قرية، بالإضافة إلى ٣٠٩٠٠ (تابع – عزبة – نجع).
اتمنى أن تكون هناك خطة مجدولة لزيارة القرى ومتابعة أحوالها ولو شهريا ضمن عمل رئيس الحكومة.. وان يتخلى الوزراء والمحافظون قليلا عن الاجتماعات المكيفة وان تكون لهم جولاتهم الحقيقية للمراكز والقرى يوميا ولم لا.. وان تكون الأولوية للقرى الاكثر وجعا وشكاية والتى تعاني من مشروعات متعثرة لسنوات وسنوات تشوه الصورة وترفع درجة الاحباط .
رئيس الوزراء توقف طويلا أمام مشروعات الصرف الصحي وأهمية متابعة تنفيذها وتأثير ذلك على حركة الحياة ..ونتساءل مع سيادته هل يعقل مثلا مشروع الصرف الصحي في قرية مثل ششت الانعام بحيرة متعثر منذ ما يقرب من عشرين سنة لغياب المتابعة والمراقبة .. أكثر من عشرة مقاولين من الباطن تغيروا على المشروع.. ولا تزال القرية غارقة لاذنيها في الصرف الصحي وتعوم على بركة من المياة ..المسئولون اكتفوا بالكلام على الورق .. العمل جاري وتم تنفيذ ٦٠٪ منه وفق اخر رد للشكاوى الحكومية وهو كلام مضلل وغير حقيقي ومجافي لما يجرى على الارض..
هناك العديد والعديد من المشروعات التنموية والأفكار الاستثمارية التى يمكن تبنيها وتشجيعها حتى لا تستمر القرى كمراكز طرد لأبنائها إلى المدن المجاورة أو القاهرة وما جاورها والتى أصبحت مكتظة بما لا يليق ويتم تفريغ القرى من العمالة الزراعية والفنية وغيرها لصالح افكار هدامة من عينة التكاتك والمقاهي وما شابه ذلك من مشروعات تدر أموالا بلا حساب ولا ضمير ولا توفر مناخا أو بيئة صالحة للاستقرار الأسري والاجتماعي عموما ولعل ما نراه ونسمعه من جرائم بشعة يشيب لها الوجدان وراءها هذا التمدد العشوائي لتلك الظواهر الفجة التى تموج في البلاد بلا ضابط ولا رابط..
نزول الحكومة برئيس وزرائها إلى القرية وإجراء حوارات حية مع الفلاحين خطوة مهمة جدا لصالح الجميع خاصة وأن هناك عطبا فظيعا في وسائل الاتصال الحقيقية وأصبح غول وسائل التواصل الاجتماعي مسيطرا وجاثما على الصدور والقرية ليست ببعيد بل في بعض الحالات تكون مسرحا كبيرا للشائعات والعبث بالعقول وخاصة في القضايا الحيوية الخاصة بالأمن القومي وخلافه..وهناك مسائل حيوية وثيقة الصلة بحياة الفلاح والقرية عموما لا يصح معها اي تأجيل أو تباطؤ في الرد اواهمال التوضيح وكشف الحقائق حول ما يثار.. وضرورة تزويد الفلاحين بالمعلومة الصادقة وعدم تركهم للتأويلات والتخمينات وضرب الأخماس في الأسداس والاتصال المباشر من أهم وأقوى انواع الاتصال وأكثرها تأثيرا وقدرة على الاقناع..والكل يعلم أن الفلاح أهم قوة منتجة في البلاد والجبهة الوحيدة التى تحافظ دائما على تماسكها ولا تؤثر فيها الدعوات للتمرد من اي نوع لأن الفلاح مرتبط دائما بالأرض وبالخير اينما وحيثما كان ..
السيد رئيس وزراء مصر.. اهلا بك على شواطئ الترع والطرق الترابية ومشروعات الخير الدائم والمتدفق من ربوع قرى مصر في كل المجالات الزراعية والصناعية والثروات الحيوانية والغذائية وغيرها..
يا سادة عليكم بالقرية..اهتموا بها وامنحوها حقها.. تفتح عليكم ابواب الخير مدرارا وتمددكم بأموال تغنيكم عن ذل المسألة الا لرب العالمين..
نعم مصر تستطيع والله المستعان..