إِلَى رُوحِ الشَّهِيدَة : شيرين أَبُو عَاقلة
كَفَاكِ رَكْلاً لِمُؤَخِّرَاتِهِم يَاشِيرِين
كَفَاكِ تَعريَةً لِعَوْرَاتِهِم
وَتَوثيقاً لِخَيبَاتِهِم العَلَنِيَّة
وَكَفَانَا … خِيَانَاتٍ وَمَلهَاةً وَتَسْلِيَة
يَاأيقُونَةَ الْأَقْصَى وَشَمسَ جِنِين وَالمَقدِسِيَّة
أَرَأَيْتِ . . . ؟!
الخَانِعُونَ يَرتَجِفُونَ الْآنَ
والْآنَ يُهَروِلُونَ فِى عُرسِ زِفَافِكِ السَّمَاوِىِّ
يَلهَثُونَ لِاقتِطَافِ زَهْرَةً مِنْ بُستَانِكِ القُدُسِىِّ
رُبَّمَا تُخرِجُهُم مِنْ دَائِرَةِ العُهرِ وَالدُّونِيَّة
يَفِرُّون الْآن خَلْفَكِ وَأَمَامَكِ يَاشِيرين يَختَرقُونَ جَنَازَتَكِ الأُسطُورَية
يَتَحَسَّسُونَ نَعشَكِ السَّمىِّ
ويَذرُفُونَ وَهمَاً مِنْ دُمُوعُهِم الثَّلجِيَّة
هُم يَبْحَثُونَ فَقَطْ عَنْ لَقطَةٍ تُزَيِّنُ عُهرَهُمْ
وَتَمنَحَهُم أدَوْارًا فِى أحْدَاث المَسْرَحِيَّةٍ الهَزليَةْ
….. …… …….
قَاتَلتِهِمْ يَاشِيرِين . . .
قَاتَلتِهِم عَلَى مَدَار خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ وَجَعًا قُدْسِيًّا مُبَارَكًا مِن أَوْجَاعِ المَريَمِيَّة
فَاغتَالُوكِ فى خِسَّة وَوَضَاعَة وَوَحشِيَّة
قَاتَلتِهِمْ بأعتَى أَسْلِحَةِ الدَّمَار الشَّامِل . . . .
بِالكَامِيرا وَالْكَلِمَةِ وَالهُوِيَّةْ
بالكَامِيرا المَحْشُوَّة بِالْإِيمَانِ وَمقذُوفَاتِ الْحَقّ وَأَقْوَالِ القِدِّيسِين وأحلَامِ الْإِنْسَانِيَّة ؟!
نَعَمْ … قَاتَلْتِهِم بِالكَامِيرَا
فَأضَأتِ السِّيرَةَ وَالمَسِيرَةَ وَصوارى الْحُرِّيَّة
قَاتَلْتِهِم يَاشِيرِين … فأشعَلتِ أَوجَاعَهُم وَمَزَّقْتِ أَقْنعَتَهُم الوَهميَّة
وَرفعتِ تَصْنِيفَ الْقَضِيَّة
وَاُتَّخَذْتِ مَكَانًا عُلوِيًّا لَكُمَا فِى الأَبَجَدِيَّة
قَاتَلْتِهِم بِقَنَابِلِ الْكَلِمَاتِ وإِشعَاعَاتِ الصُّوَرِ الْمَرْئِيَّة
لَمْ يَتَحمَّلُوا وَجْهَكِ المَلَائكِىَّ وَلا صَوتَكِ المَلَائكِىَّ وَلا عِطرَ أحلامكِ الْإِنْسَانِيَّة
ضَاقَت الدُّنْيَا أَمَامَ عُيُونِ مُجرِمِيهِم
وأَمَامَ بَنَادِقِ قَنَّاصِيهِم الهَمَجِيَّة
لَم تَردَعْهُم خُوذةُ رَأْسَكِ أو شَارَتُكِ الصَّحَفِيَّة
فاغتَالُوكِ فى خِسَّة وَوَضَاعَة وَوَحشِيَّة
فكَفَاكِ يَاشِيرِين رَكْلاً لِمُؤَخِّرَاتِهِم
وتَعريَةً لِعَوْرَاتِهِم
وَتَوثِيقاً لِخَيبَاتِهِم العَلَنِيَّةْ
وَكَفَانَا … خِيَانَاتٍ وَمَلهَاةً وَتَسْلِيَة
وَكَفَانَا … خِيَانَاتٍ وَمَلهَاةً وَتَسْلِيَة