كتب مصطفى الدمرداش – إبراهيم أحمد
كشفت نتائج أحدث استبيان أجرته شركة إكوينيكس (المدرجة في بورصة ناسداك تحت اسم EQIX)، الشركة العالمية المتخصّصة في البنية التحتية الرقمية، أنّ توظيف المهارات الرقميّة المناسبة لا يزال يطرح تحديًا كبيرًا في قطاع تكنولوجيا المعلومات.
فقد أظهر استبيان توجّهات التكنولوجيا العالمية 2022 الذي أجرته إكوينيكس أنّ 77% من صنّاع القرار في مجال تكنولوجيا المعلومات في دولة الإمارات العربية المتحدة يعتبرون النقص في أعداد الموظفين من أصحاب المهارات في مجال تكنولوجيا المعلومات أحد أخطر العوامل التي تهدّد أعمالهم. وتسعى الشركات بما فيها إكوينيكس إلى توسيع قاعدة المواهب واستقطاب مرشّحين أكثر تنوعًا للوظائف من خلال حملات توظيف بديلة. ورأى 57% من المشاركين في الاستطلاع في دولة الإمارات أنّ سرعة التحول التي يشهدها قطاع التكنولوجيا جعلت من الصعب على الشركات العثور على أصحاب المهارات المناسبة لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.
ويعتبر صنّاع القرار في مجال تكنولوجيا المعلومات في دولة الإمارات أنّ أبرز التحديات التي تواجهها الشركات تتمثّل بتوقّعات القوى العاملة المتغيرة فيما يتعلّق بطرق العمل، أي دوام العمل الهجين / المرن (50%)، وبالمرشّحين الذين يتقدمون للوظائف رغم أنهم لا يتمتّعون بالمهارات المناسبة والمطلوبة (40%). أما الموظفون المطلوبون بشكل أكبر في دولة الإمارات فهم الأخصائيون في تكنولوجيا المعلومات (28%)، والأخصائيون في الحوسبة السحابية (28%)، وتكنولوجيات الهواتف المتحرّكة (27%) والذكاء الاصطناعي / التعلّم الآليّ (26%). وتشمل مجالات النقص الأخرى في المهارات حماية البيانات (25%)، والهندسة الأمنية (23%)، والتحليل الأمني (20%)، وتطوير البرمجيات الأمنية (19%). ويتوقّع قادة تكنولوجيا المعلومات استمرار الفجوة في المهارات التقنية في المستقبل مع نموّ الذكاء الاصطناعي / التعلّم الآلي.
وقال كامل الطويل، المدير الإداري لشركة إكوينيكس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: ” أدى التحول الرقمي السريع في العالم إلى زيادة الطلب على المواهب الرقمية. ومع استمرار تطور البيئة التكنولوجية، يجب أن تركّز الشركات أولًا على تعيين الأشخاص المناسبين في الوظائف المناسبة وإثارة اهتمام المواهب المستقبلية بفرص العمل المتاحة في قطاع تكنولوجيا المعلومات الذي يُعتبر أحد أسرع القطاعات نموًا وأكثرها ديناميكية. فالاستثمار في المواهب التقنية هو استثمار في أهداف الأعمال الخاصة، ويكاد نجاح الشركات اليوم، من دون قاعدة قوية من المواهب التقنية، يكون شبه مستحيل”.
واستجابةً للنقص في المهارات، يسعى عدد من الشركات في دولة الإمارات لتزويد الموظفين العاملين في مجالات أخرى بالمهارات التقنية اللازمة. حيث قال 75% من المشاركين في الاستبيان إنّهم يعيدون تأهيل موظّفين في قطاعات مشابهة، فيما يحاول 46% تعزيز قوّتهم العاملة باستقطاب موظفين من قطاعات لا صلة لها بقطاع التكنولوجيا. ويمكن لشركات التكنولوجيا التي توفّر فرص التدريب والتطوير أن تكون أكثر قدرة على جذب المواهب.
أما القطاعات الأكثر شيوعًا التي تعمل شركات التكنولوجيا على جذب موظفيها وتزويدهم بالمهارات المطلوبة فهي الإدارة ودعم الأعمال (44%)، والتصنيع (31%) إضافة إلى الموظّفين العائدين إلى العمل بعد فترة غياب (34%). ويساعد هؤلاء الموظّفون المعاد تأهيلهم الشركات في سدّ الفجوة القائمة في المهارات التقنية من خلال العمل في مجال تكنولوجيا المعلومات (49%) والحوسبة السحابية (39%) وتحليل البيانات (38%).
وتوفّر إكوينيكس مجموعة من برامج التحوّل الوظيفيّ ضمن محفظة Career Pathways، التي تمّ تصميمها لتوسيع قاعدة المواهب وتنويعها من خلال جذب أفراد يمكن تدريبهم وتزويدهم بالمهارات المطلوبة مثل قدامى المحاربين العسكريين الذين يعودون إلى الحياة المدنية، والأولمبيين المتقاعدين والرياضيين من أصحاب الإعاقات، وذلك من خلال شراكة مع مؤسسة Athlete Career Transition (ACT). ويشكّل برنامج إعادة تأهيل مهارات التحوّل الوظيفي 40% من العمليات الميدانية التي توظّف على مستوى العالم، وتستقطب العاملين في قطاعات رديفة مثل الطيران، والنفط والغاز، والضيافة وتعمل على إعادة تأهيلهم ليشغلوا أدوارًا في مراكز البيانات. ومن بين البرامج الأخرى التي سيتمّ إطلاقها قريبًا برنامج Invictus الذي يركّز على توظيف قدامى المحاربين ضمن برنامج SkillBridge، من الذين أصيبوا بإعاقة خلال الخدمة العسكرية، وبرنامج New To Career الذي يجذب الخرّيجين الجدد والمواهب في صفوف اللاجئين. وتهدف هذه المبادرات مجتمعةً إلى استقطاب أكثر من 750 موظفًا إلى الشركة عام 2022.
كذلك، تسعى الشركات إلى التوظيف من خلال برامج التعليم العالي والتدريب المهنيّ. حيث أوضح قادة تكنولوجيا المعلومات في دولة الإمارات أنّ شركاتهم تقيم شراكات مع مؤسسات التعليم العالي إما لتوفير تدريب للطلاب ضمن شركاتهم (48%)، أو إدارة برامج تدريب تعاونية مع مؤسسات التعليم العالي (48%)، أو تقديم منح للطلاب الذين سيلتحقون بهذه الشركات بعد تخرّجهم (46%)، أو لإسناد برامج التدريب إلى مؤسسات التعليم العالي (44%). وتدرس إكوينيكس إمكانية عقد مزيد من الشراكات مع الجامعات ومؤسسات التدريب المهنيّ.
وقال براندي غالفن موراندي، الرئيسة العالمية لقسم الموارد البشرية و الشؤون القانونية في إكوينيكس: “يُظهر الاستطلاع أنّ المهارات غير المتناسبة مع متطلّبات الوظائف تعيق استقطاب المواهب في شركات التكنولوجيا حول العالم، حيث يبرز نقص في فهم المهارات المحدّدة والمطلوبة لأدوار معيّنة، ويحتاج المرشّحون المحتملون إلى إرشاد أفضل فيما يتعلّق بالتدريب والإعداد وفرص العمل.”
وأضاف موراندي قائلًا: “يتيح هذا التحدّي للقطاع فرصة توظيف المواهب وتطويرها بطرق مختلفة، وهذا ما حاولنا تحقيقه في السنوات الماضية. فنحن نرى أنه يتعيّن على الشركات وضع خطة للتطوير التدريجي للمواهب وإعدادها للأدوار التقنية بحيث تستهدف المرشّحين المبتدئين والخبراء على حدّ سواء. كذلك، تكتسب البرامج الإرشادية أهمية كبيرة حيث تساعد المرشّحين المحتملين على الوصول إلى شبكة توجيه وظيفيّ حالية، وتربط الشركات بالمرشّحين المناسبين. وبدورنا، نشجّع مؤسّسات التعليم العالي والتدريب المهنيّ على العمل مع فرق التكنولوجيا داخل الشركات لضمان تزويد مناهجها الطلاب بالمهارات المناسبة وإعدادهم للمهن المطلوبة.”
ولتحقيق مزيد من التقدّم في هذا المجال، أطلقت إكوينيكس مؤخرًا مؤسسة إكوينيكس التي تعقد شراكات مع مختلف المؤسسات لتعزيز الشمول الرقميّ، بدءًا من تسهيل الوصول إلى التكنولوجيا والاتصال، وصولًا إلى تطوير المهارات المطلوبة للمهن في مجال التكنولوجيا. وتهدف المؤسسة إلى دعم المنظّمات غير الربحيّة التي تعمل على إعداد الأفراد بمختلف الأعمار والانتماءات للنجاح في عالم اليوم الرقميّ.