الولايات المتحدة لم تستطع كبت احتقانها من عودة سورية لشغل مقعدها في الجامعة العربية أيا كان تقييمنا لهذه الجامعة البائسة القدرة والفعل، وبالمرة لم تقصر في توزيع أحكامها القيمية السخيفة عن أحقية أو عدم أحقية سورية بالعودة لشغل مقعدها. إنه الإصرار الغبي على الحفاظ على صورة إمبراطورية الشر المعادية للقضية الفلسطينية العادلة وللوحدة العربية وللسلام الإقليمي بين الدول الطبيعية في المنطقة. لكن المثير للتفاؤل هو أنها فشلت في عرقلة مسعى إقليمي عربي قادته مصر والسعودية والجزائر في هذا الشأن. أما عن موضوع تجميد العضوية وفك التجميد فإن ذلك التجميد كان جريمة حقيقية حتى لو اختلفت مع النظام السياسي للدولة السورية ورئيسها كليا، وكان ذلك التجميد الغبي اختراقا لميثاق الجامعة التي من المفترض أن تتخذ قراراتها في مثل هذا الشأن بالإجماع… وباستثناء إمارة قطر، فإن الروح السائدة في الدول العربية والتي تقف وراء عودة سورية للجامعة العربية هي الأهم، وهي التي يمكنها أن تساهم في تسوية الأوضاع في سورية واستعادة وحدة التراب السوري بالكامل في إطار دولة واحدة أتمناها ديموقراطية تنعم بالحرية والمساواة والعدل والتنمية العادلة القائمة على أساس وطني تنعدم فيه التفرقة على أساس جغرافي أو عرقي أو ديني أو طائفي أو مذهبي أو نوعي، وهي التي يمكن أن تساهم في تمويل إعادة إعمار سورية على قاعدة تبادل المنافع لبناء دورة ازدهار اقتصادي قوية وملهمة وقادرة على استيعاب واستعادة كل أبناء سورية في الداخل والخارج في أنشطة اقتصادية تمكنهم من كسب عيشهم بكرامة وإعادة بناء إحدى القلاع والروافع الرئيسية للوطن العربي