أخبرني..
أنت؛ كيف تنام؟!..
لا يا سيدي..
أنا لا أنام وإنما أتظاهر..
ثم أتظاهر أني لا أبالي..
بينما، أبالي جدا..
ثم أسقط مغشيا،،،،
بعد أن يمد التعب أذرعته في ضلوعي فأتشظى..
ثم أكابد لملمة الشتات بلا جدوى..
وهكذا يمر الأمر على روحي فيحطمها في كل مرة..
فكيف ينام من ضيع باب الوصول..
إلى عينين مغمضتين..
وذاكرة خارج نطاق الخدمة؟!..
وكيف يهدأ من لا يملك رفاهية النسيان؟!..
من لا يملك الفراغ الذي يكفي للسقوط الآمن..
بقلب خالٍ..
وكيف يخلو القلب وأنا القادم إلى الليل بكل هزائمي..
وخيباتي..
بثوراتي الفاشلة..
وفصولي الناقصة..
بغدق نزفي..
وبذخ الكمد في أوردتي..
بأشرعتي المكسورة..
وسفني الغارقة قبل أن أغادر الشاطئ..
كيف أواجه الوحدة والأنين؟!..
كيف أدير الدفة؟!..
وكل الجهات هنا يرسمها الحزن..
وأنا بالكاد أكفي لحزن واحد، ويفيض..
أنا..
الخائف من ظلي المشرد على الجدران..
كيف أقنع هلعي أن نعقد هدنة إلى حين؟!..
أو صلحا صغيرا فقط، لألتقط أنفاسي ثم يعود؟!..
وكيف يرتاح من قُذف في عمق المتاهة..
بعد أن سرقوا طرق العودة..
ومزقوا الخرائط؟!..
فلا مناف تقبل بي ضيفا في أزقتها..
ولا توسل تسمع الأوطانُ..
انتهى..