لا احب عادة الحديث عن حياتي الشخصية لأنها منطقه خاصه جدا وهناك خطوط حمراء وأسوار عالية حول الحديث عنها وعن اسرتي الصغيرة ولا اريد الخوض في تفاصيلها …ولكن الدافع الحقيقي وراء كتابه هذه السطور أنني ولاول مرة اود الحديث عن أبي الراحل منذ ما يقرب من ٢٩ عاما في ذكري رحيله ليس احياء لذكراه فنحن نفعل ذلك كل يوم وليس كل عام ….ولكن يطاردني احساس بضرورة أن أتحدث عنه اليوم معكم وبينكم وانا اقول له بعد كل هذه الأعوام من الحرمان والاشتياق والوجع والكفاح والذي لم ينتهي يوما ….إن “انا بنت ابويا ” .
جاء الموت فجأة ليخطف مني ومن اسرتي رب الأسرة وعائلها الوحيد …الضهر ..والسند ..العمود الفقري ..الأمن والامان ..كل شيء ..مات كل شيء الفرحه والضحكة والإبتسامة …جاء الموت ليخطفه دون سابق إنذار …معلنا موتنا معه ونحن احياء لتنقلب موازين الاسرة الصغيرة وكان ترتيبي البنت الكبيرة واول فرحتهم ..فنزل خبر وفاة أبي علي مسامعي كالصاعقه التي فقدت بعدها السمع والبصر والاحساس بالزمن والناس والأشياء ابتعدت عن الحياة لفترة لم أكن أدرك ماذا يحدث كانت الظروف مؤلمه وصعبة مرت شهور ونحن جميعا في صمت وصدمة لم نستوعب ما يحدث وبمرور الوقت لم يكن خيارا كان يجب الخروج لممارسة الحياة الطبيعية لأننا جميعا في مراحل تعليمية مختلفه يجب تجاوز الاحزان حتي نستطيع استكمال المسيرة …كنت الابنه الكبري لابي واول فرحه فقد احصل علي قدر من الدلع والحب والحنان يفوق اي شخص في الحياة ..دلع ممزوج بثقه ..وحنيه تكسوها الثقه …كنت اتعلم وانا العب …وكنت اضحك وانا اري كل هذا الحب واعيشه ..لذلك أردت أن أقول …” انا بنت ابويا ” ..
لم يكن ابي رجلا عاديا كان حنونا وهادئا بشكل غير طبيعي كان فارس احلامي والرجل الاول في حياتي وحب حياتي الوحيد لم اقابل مثله يوما ..كانت الشهامة والجدعنة والصدق اهم صفاته كان بلغه الناس …ابن بلد وجدع ..صاحب صحبه بار بأهله ..كان يغرس في عقلي وقلبي وقتها دون أن يقصد حبا من نوع اخر حب القراءة والكتابة والشعر رغم أنه صاحب التعليم المتوسط ويعمل في الأعمال الحرة ولكن عقله وقلبه اكبر من اي شخص …قال لي يوما الحب ليس عيبا واعترافك بالمشاعر ليس حراما إنما العيب هو أن نفعل شيئا في الخفاء ..الثقه والاحترام والحب لا استطيع حصرها في سطور .
لم أكتب هذه الكلمات احياء لذكري والدي لانه ببساطه لم يمت يوما فهو يعيش في كياني وروحي هو أمام عيني ..فأنا أشبهه شكلا وموضوعا اتذكرة في كل موقف فهو رجلي الاول وفارس احلامي ورفيق عمري حتي الممات..أردت أن أقول إن أنا بنت ابويا فخورة بكوني احمل اسمه فهو الرجل الاستثنائي في حياتي …احاول أن ارد لابي جزء ولو بسيط من كل شيء فعله من اجلي وأجل اسرتي الصغيرة سيظل طيفك يلاحقني اينما ذهبت سيظل صوتك محفورا في ذاكرتي وستظل ابتسامتك رفيقه دربي في أصعب اللحظات ستظل دعواتك درعي الذي يحميني .. سيظل اسمي امتدادا لاسمك ….سيظل طيفك جزء من وجودي
نعم أنا بنت ابويا