قام شخص يعمل مندوبا لجهة تدعي أنها مؤسسة مجتمع مدني ولها رموز ومؤيدين وداعمين ومقرات في عدة دول عربية منها وأجنبية ، بالاتصال بي في الأيام الماضية لأنه وجدني أكتب في صحف ومجلات ومواقع كثيرة ، فتوقع بكل بساطة أنني زبون سهل اصطياده ،وبالفعل قدم عرضا خاصا لي مقابل مبلغ مادي ، بالنسبة لي هو مبلغ تافه جدا لا يذكر لكن هو يعتبر مصدر دخل له لأن كلما زادت نسبة بيعه تزيد نسبة أرباحه التي تدخل إلى جيبه وبالتأكيد هذا العرض قدم لكثيرين ،ولست أنا الوحيد والمميز بين كل بنى البشر.
العرض ببساطة أن تقوم مؤسسة المجتمع المدني هذه بتقديم شهادة نسب موثقة ومصدقة من قبلها تثبت نسبي لسيد البشر نبينا الأكرم محمد “ص” وبحضور حشد كبير وحفل ضخم و وليمة طويلة فيها كل ما “لذ وطاب ” والتقاط الصور لي ولغيري وأنا من ناحيتي يجب أن أدعو كل أقاربي وأصدقائي للحضور والمشاركة ، طبعا هذا الشخص شديد “الغباء” الذي يعمل مندوبا عندهم ، فكما هو معلوم من أسمي الرباعي أنني لا أمت للعرب بأي صلة لا من قريب ولا من بعيد لأنني ببساطة “كردي ” القومية وعائلتي تدعى “بابان” من أصول عثمانية منذ أن خلق الباري عز وجل “الكورد”.
ظاهرة جديدة بدأت تضرب بمجتمعاتنا المسكينة التي ينهشها الفقر والجهل ،وهي ظهور فئات تدعي “الفوقية” وجميعنا يعلم الكم الهائل من الآيات والأحاديث في ديننا الحنيف التي لا تفرق بين “عربي وأعجمي “، و لقد تعلمت منذ الصغر أن الإنسان بتعاملك معه وجه لوجه ولا يمكن أن تعطي رأيك به دون دليل ملموس لأن هذا من الظلم والتعالي بحق الآخرين ، ليس لأنه من هذه العائلة أو لأن لون بشرته بيضاء أو لأنه يملك رصيد ضخم في البنك .
طبعا لا أنكر أن للجهل والفراغ دور رئيسي في بروز هذه الظواهر التي تلاشت عند أغلب شعوب العالم منذ وقت طويل ، لأن معايير تقيمهم للفرد حسب كفاءته وقدرته الانتاجية ، أما البقية فهي أمور شخصية لا يحق لنا أن نتدخل بها بأي شكل من الأشكال ، وإلا سوف تحاسب قانونيا انتهكنا خصوصيته .