اليوم هو يوم فرح عريس الجنة، وهو يوم الشهيد الذى نحتفى به سنويا، وهو الإنسان بل هو الملاك الذى اصطفاه الله سبحانه وتعالى وكرمه بأن يكون قدره فى الدنيا والآخرة من زمرة الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم دفاعا عن الأرض أو العرض أو الدين أو الوطن، وهو فى منزلة ومكانة عالية، وقد خصه الله برحمته ومغفرته، حيث قال تعالى فى محكم تنزيله (ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل، وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين) صدق الله العظيم.
ومن أعظم شهداء الوطن هم شهداء رجال الشرطة والجيش الذين بذلوا أرواحهم طواعية دفاعا عن وطننا الغالى مصر، والحفاظ على أرضه وبسط الأمن والأمان وتوفيره لكل الشعب المصرى وحماية ممتلكاته، تاركين وراءهم أسرهم وأولادهم، وحريصين على نيل الشهادة بكل فرح وحب، ويشتهون الآخرة والجنة ونعيمها على متاع الدنيا، وهم الذين تحتفى بهم الملائكة إجلالا لهم، لأن جهادهم من أعظم الأعمال، ولذا يحب الشهيد العودة إلى الدنيا مرة أخرى ليستشهد من جديد نظرًا للفضل الذى يراه فى الشهادة.
هؤلاء الشهداء الأبرار هم أصحاب الأرواح الطاهرة الذكية، وهم الوحيدون الذين يحيون يوم موتهم، فسلاما وتحية مليئة بالمحبة والافتخار لكل شهيد قدم روحه ليحيا الوطن وفداء له، والصلاة الذكية على أرواحهم، وإن شاء الله هم خالدون مخلدون فى الفردوس الأعلى بإذن ربهم مع الأنبياء والصديقين.