نبذة عن حياة صحابة رسول الله الحلقة الثالثة عشر
الجزء الثاني
أخلاق سيدنا عثمان رضي الله عنه وأرضاه…….
عرف بأخلاقة الحميدة ، وشدة الحياء الكرم والحكمه والعقلانية والعفه وكثرة إلانفاق في سبيل الله ، وورعه وطيبته في المعاملات ولين القلب وطيب المعشر ،،،
وكان رضي الله عنه في الجاهلية سيد قومه ووجيههم محبوبا فيهم، متواضعا رغم ترعرعه في بيئة مترفة، من أكثر أهل قريش علما بالانساب،،، وأعلم أهل قريش بما كان فيها من خير وشر، وأفضلهم حكمه و رأيا فكانوا يقصدونه في مشاكلهم ويثقون برأيه .
لم يقترف رضي الله عنه فاحشة قط ولم يشرب خمرا في حياته ولم يسجد لصنم ولم يقتل أحدا ولم يأكل ميتة ، وعرف بعفة اللسان ، عاش في رفاهية في الجاهلية والإسلام. وكان سمحا بالبيع والشراء يقنع بالربح القليل، يبغض الاحتكار واستغلال الناس، يعين الفقير ويساعد التجار الصغار.،،،،،
كيف اسلم ومتي ؟
أسلم سيدنا عثمان وهو في الـ34 من عمره على يد الصحابي الجليل أبي بكر الصديق ، عندما قال له “ويحك يا عثمان ، واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل، هذه الأوثان التي يعبدها قومك، أليست حجارة صماء لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع ؟”.
فقال “بلى واللَّه إنها كذلك”. قال أبو بكر “هذا محمد بن عبد الله قد بعثه اللَّه برسالته إلى جميع خلقه ، فهل لك أن تأتيه وتسمع منه؟” فقال “نعم”. وفي الحال مرَّ رسول اللَّه فقال “ يا عثمان أجب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه”. قال “فواللَّه ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمدا عبد الله ورسوله”، وكان عثمان بن عفان رابع من أسلم من الصحابة.
لم يستطيع أحد من كفار قريش اذيته رضي الله عنه أو المساس به في جسده بعد إسلامه سوى عمه الحكم بن أبي العاص بن أمية ، فكانوا يؤذونه بالكلام أو في تجارته
لكن عمه جمع مجموعة من عبيده أمسكوا به وربطوه وقيدوه بالسلاسل ، وصرخ في وجهه قائلا “أترغب عن ملة آبائك إلى دينٍ مُحْدَث ! والله لا أحُلّك أبدا حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين”، فقال “والله لا أدعه أبدا”، فلما رأى الحكم تمسكه وصلابته في دينه تركه،، وقد حاولت أمه أن تقنعه بترك هذا الدين لكنها لم تستطع
الهجره
سيدنا عثمان أول من هاجر إلى الحبشة مع زوجته ستنا رقية بنت سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ثم تبعه 10 رجال، و4 نساء بقيادة عثمان بن مظعون رضي الله عنه ، ومن ثم تتابعت الهجرة إلى الحبشة حتى وصل عدد المهاجرين إلى 33 شخصا.،،،،،
عودته الي مكة والهجرة الثانية ……
وحين انتشرت إشاعة إسلام قريش ووصلت إلى الحبشة، فرح المهاجرون هناك ورجعوا إلى مكة، لكنهم اكتشفوا حقيقة الأمر حال عودتهم، فمنهم من بقي ومنهم من عاد إلى الحبشة ، وظل سيدنا عثمان في مكة مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة المنورة، تارك تجارته وأمواله ، ونزل ضيفا عند أوس بن ثابت، أخ حسان بن ثابت شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أوس رضي الله عنهما. وبدأ عثمان تجارته في المدينة المنورة منذ وصوله إليها.
جيش العسرة…..
عرف سيدنا عثمان بن عفان بسخائه وإنفاقه في سبيل الله في المواقف كلها، إلا أن أعظم إنفاق له كان تجهيز جيش العسرة، وهو جيش غزوة تبوك التي حدثت في السنة التاسعة للهجرة، وسميت بذلك نسبة لعين ماء تبوك في منطقة بين المدينة ودمشق، كما سميت بغزوة العسرة لأنها حدثت في وقت يمر فيه الناس بعسرة، وحر شديد، وبعد في المكان، وقلة في التجهيزات اللازمة للحرب.
فحث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على الإنفاق وتجهيز الجيش فقال “من جهز جيش العسرة فله الجنة”
فتسابق الصحابة للتجهيز ، فأنفق أبو بكر الصديق 4 آلاف درهم ، وأنفق عمر بن الخطاب نصف ماله ،
وعبد الرحمن بن عوف نصف ماله، وجهز عثمان بن عفان 300 بعير بعدتها وعتادها ، ثم أتى بألف دينار وضعها في حجر رسول الله صل الله عليه وسلم ففرح بها وقال “ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم”، فكان إنفاقه أعظم إنفاق وساهم على نحو كبير بتجهيز جيش العسرة.
يتبع