قال: سأُقيمُ هنا
قُلت : دياري شُيدت بطُوب الأشواق
اِكتسحت النوارس المُهاجرة أسوارها
كل أجزائي تُحلق مثلها في العراء
أنفاسي تباطأت من فرط العناء
عناقيد صبري اتكأت على جدار الصمت
فهوتْ على أرض الا نتظار
لم أكن أعلم أنني عندما أغادرني
سأصلُ إليّ
قال : هات يديك
قلتُ: اكسر أصفاد قلبي قبل معصمي
و أخرس همسي الشيطاني
الراقد بين أضلعي …
أيقظ نبضي المُتوغّل بين عُروش الاحتضار
أبسطْ ذراعيّ المذعورة التي تأبى الاحتضان
حتى عقلي توقف عن الدوران
شجرة أملي جوفاء مُهشمة
تنتحبُ اصفرت وجنتاها
لم تعد تُثمرُ إلا وريقات أنين
قال : كُوني معي و لي
قُلت: كيف أكون لك دُوني
أنا هيكل من سراب
سحابة كساها الضباب
كيف سيحلو لكَ المقام ؟
و مملكتي عمَّ فيها الظلام
قلبي تعطل عن الحب
و ليس عليهِ ملام
لم يعد يشتهي نبيذ الغرام
فقدَ حواسه و امتنع عن الكلام
قال : كُوني حناني
قُلت :ملامحي لم تعد تُشبهني
عيناي مثقلتان وجعاً
جفوني تستريحُ
على كف شاخ ممدوداً
يترقب قبلة اعتذار
حتى نبرة صوتي
ابتلعها المدى
و عصفت بها الأقدار
كل الوُعود باهتة
و قلبكَ ….
نعم قلبك ملغوم
شاحب الحُضور
بلجيكا