توسيع إسرائيل الحرب على فلسطين ولبنان لن يجلب سوى المزيد من النازحين والمعاناة وإن عمليات الإغاثة، بما في ذلك تلك التي تنظمها مفوضية شؤون اللاجئين، مستمرة لمساعدة المحتاجين بالتنسيق مع الحكومتين اللبنانية والسورية، وأن القصف الجوي الإسرائيلي استهدف المنازل والبنية التحتية المدنية في لبنان، ما أسفر عن مقتل عائلات كاملة ونزوح جماعي لم يسبق له مثيل .
ولا بد من حماية المدنيين وتلبية احتياجاتهم الأساسية، ويجب ان لا يكون النازحين أهدافا للاحتلال ولا بد من تقديم الخدمات الإنسانية لهم حيث تجبر الغارات الإسرائيلية على لبنان آلاف الأشخاص، بمن فيهم اللاجئون الفلسطينيون، على الفرار من منازلهم، مما أدى الى فتح 7 ملاجئ للنازحين تستضيف حاليًا 1600 شخص، بينهم لبنانيون وفلسطينيون وسوريون وأن كثيراً من النازحين يعانون صدمة نفسية نتيجة القصف المستمر وعدم اليقين، وأن التوسع الإضافي للحرب لن يؤدي إلا إلى مزيد من المعاناة للمدنيين .
القصف الإسرائيلي العشوائي للأماكن السكنية في لبنان تسبب في سقوط العديد من الضحايا وهذا سيؤدي حتما إلى كارثة إنسانية، تماما كما حدث في قطاع غزة ومنذ 23 سبتمبر الجاري تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي أعنف وأوسع هجوم على لبنان، ما أسفر لا يقل عن 962 شهيدا، بينهم أطفال ونساء، و2778 جريحا، وفق بيانات السلطات اللبنانية، ووسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية.
وقد أسفر العدوان على لبنان الى نزوح المدنيين وهروبهم من مناطق سكناهم تحت تهديد القصف الإسرائيلي وتشير الإحصائيات الصادرة عن المنظمات الدولية العاملة في لبنان الى إن عدد الأشخاص الذين فروا من عدوان الاحتلال الإسرائيلي وعبروا من لبنان إلى سوريا وصل إلى 100 ألف شخص .
وفي ظل الحرب الشاملة على لبنان تمارس حكومة الاحتلال عدوانها الشامل على قطاع غزة في ظل تفاقم أوضاع المدنيين والظروف الصحية والمعيشية والتي باتت غير إنسانية على الإطلاق وأنه ليس أمام العائلات الفلسطينية في غزة أي خيار سوى العيش بجانب جبال من النفايات المتراكمة التي تتسرب بالقرب منها مياه الصرف الصحي، ما يعرضها للأمراض، وان الاحتلال الإسرائيلي يشن عدوانا واسعا على قطاع غزة منذ تشرين الأول الماضي، ما أسفر وفق حصيلة أعلنتها وزارة الصحة، عن استشهاد أكثر من 41,615 وإصابة أكثر من 96,359 ألفا آخرين .
وضمن حرب الاحتلال وتصعيد العدوان الشامل على لبنان صعدت حكومة التطرف من عدوانها على المسجد الأقصى حيث اقتحم المتطرف يهودا غليك، ومجموعات المستعمرين المسجد الأقصى المبارك، بحراسة شرطة الاحتلال الإسرائيلي، ويعد ذلك استفزازا لمشاعر المسلمين جميعا، وانتهاكا صارخا للمواثيق والاتفاقيات والقرارات الدولية ذات الصلة.
وما من شك بان خطورة استمرار وتصاعد وتيرة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، تتواصل في ظل محاولة الاحتلال فرض سيطرته على القدس ولا يمكن للاحتلال الهمجي ان تكون له سيادة على القدس فلا لا سيادة لإسرائيل، قوة الاحتلال، على مدينة القدس المحتلة ومقدساتها، وأن المسجد الأقصى المبارك الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته هو مكان عبادة خالص للمسلمين فقط .
ويجب على مجلس الأمن الدولي ومنظمة “اليونسكو” تحمل مسؤولياتهما لوضع حد لجميع الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة والمتكررة لحرمة الأماكن المقدسة وحرية العبادة، وضرورة قيام للمجتمع الدولي بوقف العدوان الإسرائيلي بشكل كامل وفوري، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته .