تحل غدا على مصر وشعبها والأمة العربية والإسلامية ذكرى من أغلى الذكريات العظيمة والجليلة وهى ذكرى حرب 73 المجيدة والتى كسر فيها أبناء الجيش المصرى البواسل ظهر العدو الإسرائيلى الغاشم، وكان مغتصبا لقطعة غالية على قلوب كل المصريين، وهى أرض سيناء الحبيبة، ولقد كانت هذه الملحمة العظيمة درسا لهذا العدو الغاشم المتغطرس، والذى أذاع كذبا وبهتانا أنه الجيش الذى لا يقهر وأن خط بارليف خطا منيعا لا تستطيع أقوى جيوش العالم أن تعبره أو تزيله، ولكن بفضل الله أولا ثم التخطيط الاستراتيجى وخطط الخداع التى وضعها الرئيس الراحل أنور السادات والقادة الذين كانوا معه ونفذها باقتدار جنود مصر الأشاوس وعلى رأسهم ضربة البداية أسراب الطيران بقيادة الرئيس الراحل حسنى مبارك، فتم دك خط بارليف واختراقه وهدمه والعبور فى 6 ساعات، وكان النصر حليفا لمصر وتم إذلال العدو الإسرائيلى وكسر أنفه.
والحقيقة أن هناك جيشا آخر كان فى ظهر الجيش المصرى لا يقل عنه فى الحرب والتفانى والجهاد والبذل والعطاء والمساندة والدعم وهو الشعب المصرى الأصيل بكل طوائفه، حيث كان رجلا واحدا وصفا واحدا خلف قيادته السياسية، وضرب أروع الأمثلة فى التضحية وتحمل شظف العيش وندرة السلع، وتعاون الجميع لنصرة الجيش المصرى فى حرب الكرامة، ولم تتصدر الصحف حدوث أى جريمة من الجرائم العادية التى تحدث، حيث كان الجميع على قلب رجل واحد وهذا هو المصرى الأصيل ينسى كل همومه وتتوارى احتياجاته ويكون سندا لأهله وقلبه على بلده عندما يجد خطرا حقيقيا يهدد وطنه، ولذا كان النصر حليفا لمصر من وحدة شعبها قبل انتصار جيشها.
واليوم ونحن نتذكر هذه الأيام العطرة لحرب النصر العظيم، علينا جميعا أن نتأكد أن الخطر ما زال قائما ومحدقا يحوم حولنا مثل الغربان المسعورة، ولن ينتهى من قبل عدو صهيونى بلطجى يعربد فى المنطقة العربية الآن، ويشن حرب إبادة ومجازر بشرية دون هوادة أو رحمة ضد أهلنا فى غزة ولبنان والعراق وسوريا بمساعدة حليفه الشيطان الأمريكي، وكلنا نعلم خططه ونواياه الاستعمارية من المحيط للخليج ومن النيل للفرات كما قرأناها ودرسناها وتعلمناها فى الكتب منذ نعومة أظافرنا، ولذا علينا جميعا أن نضع ذلك نصب أعيننا وأعين أولادنا وأحفادنا، وأن نكون دائما متماسكين ومصطفين صفا واحدا خاصة هذه الفترة العصيبة التى تمر بها المنطقة، ونقدم كل الدعم والمساندة لقادتنا والرئيس عبد الفتاح السيسى رغم ظروفنا الاقتصادية الصعبة التى يمر بها معظمنا حتى نحافظ على وطننا الغالى مصر، ولنا عبرة فيما يجرى من حولنا حيث لم يجدوا إلا الخذلان بسبب عدم وحدة الصف