بينما ينشغل العالم بعملية الهجوم المقنن على إيران من قبل أسرائيل تقوم أسرائيل بإبادة تامة لشمال قطاع غزة
وقد وصف فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، هذه العملية بأنها الأكثر قتامة في حرب غزة، حيث أخضع الجيش الإسرائيلي سكان غزة بالكامل للقصف والحصار وخطر المجاعة
يأتي هذا في إطار الإبادة العامة للفلسطينيين وتهجيرهم تمامًا للسيطرة واحتلال غزة فضلا عن طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية تطبيقا لخطوة من الخطوات المحددة إلى اسرائيل الكبرى التي يحمل خريطتها رييس الوزارة الإرهابي بنيامين نتانياهو ولا يخجل من إعلانها وعرضها أمام المجتمع العالمي سواء في أجهزة الإعلام أو في الأمم المتحدة .
والمتأمل في كلام بايدن رئيس أمريكا وكذلك وزير خارجيته في تصريحاته أثناء زيارته لقطر أو غيرها يستطيع أن يكتشف الاتفاق والتعاون على القضاء على الفلسطينيين تماما فضلا عن الكذب الفاضح، وهو كذب بدأ منذ بداية الحرب والعالم أجمع يرى ويسمع ويدرك ما يحدث وما يتم الترتيب له دون تحرك لإيقاف الإبادة سواء بالقتل أو بالتجويع والتعطيش.
فمن يتابع يعرف أن الغرب فرض عقوبات اقتصادية على روسيا بعد أن بدأت الحرب الروسية الأوكرانية التي سرعتها أمريكا لكن أسرائيل التي تبيد شعبا كاملا ولا تعبأ بقرارات الأمم المتحدة لم يفكر أحد في فرض عقوبات عليها حتى من السلاح كل ما هناك أن تدعي أمريكا ايقاف ارسال صفقات السلاح ثم ترسل له احدث ما في ترسانتها بما يتجاوز السلاح النووي بل تشاركها الحرب في كل مجالاتها.
ما يحدث في أيامنا هذه فيﻻفلسطين ولبنان والمنطقة كلها يذكرنا بما قاله هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا إبان حرب أكتوبر بعد زيارته لدول المنطقة : ” إن ماحدث في أكتوبر لن يتكرر ابدا ” وكان يقصد اتحاد العرب على كلمة واحدة واستخدامهم سلاح البترول في حرب بين العالم الغربي كله والعرب جميعا فبلينكن في تصريحاته يتحدث عن أن السنوار كان العقبة التي تمنع وقف الحرب وبالتالي يمكن أن يتم وقف الحرب وعودة الرهائن ، أي أنه لن يسمح بأن يكون هناك من يعد للعدو العدة بعد ذلك وإذا تجاوزنا الكذب بأن السنوار كان عقبة أمام وقف الحرب وحاولنا فهم ما يقول فهو يقصد أن استسلام المقاومة هو السبيل الوحيد لوقف الحرب والسنوار لم يكن ليستستلم وبموته يمكن أن تستسلم المقاومة إذن فالسلام أو وقف الإبادة من وجهة النظر الأمريكية هو الخضوع والاستسلام تماما للعدو ليفعل بالفلسطينيين ما يشاء وهذا هو العدل من وجهة النظر الأمريكية الإسرائيلية مثلما كان قتل السنوار عدلا -كما قالوا- وكأن السنوار ورجاله هم من يحتلون فلسطين وليس الاسرائيليون كذلك قول بلينكن بأن أمريكا تلتزم بالتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع في لبنان والحل الدبلوماسي من وجهة نظره هو تراجع حزب الله في أرضه إلى ما بعد الليطاني ونزع سلاحه وحماية أسرائيل وألا كيف تسعى لحل دبلوماسي وتحلب مع أسرائيل ضد الفلسطينيين واللبنانيين وتمنح أسرائيل أسلحة الدمار الشامل والأجهزة المتطورة لصد الهجمات تشارك في تجويع الفلسطينيين وتعطيشهم.
فإذا تأملنا قوله إن أمريكا ملتزمة بإنهاء الحرب بطريقة تخفف معاناة الشعب الفلسطيني فمعناه هو ايضا الاستسلام ونزع السلاح بدليل الحرص على ألا تحكم حماس بعد ذلك قطاع غزة أي أن يصبح القطاع بعد تقسيمة والسيطرة عليه عسكريا تحت إدارة مدنية يسيطر عليها ضابط إسرائيلي وهو ما قرره نتانياهو عندما أعلن عن تعيين ضابط عسكري لإدارة قطاع غزة بحيث يكون القطاع منزوع الدسم لا يستطيع أن يفعل شيئا عندما تجمع أسرائيل بقية أفراده في شاحنات وتطردهم نهائيا من بلدهم.
أما ما حدث من ضربات اسرائيلية لإيران فواضح أن أمريكا وإسرائيل حريصتان على إلا تدخلا في حرب مع إيران لتظل إيران البعبع المخيف للعالم العربي تبتز به أمريكا دوله .كما أن من الواضح أن رسائل إيران إلى أمريكا أتت اكلها من خلال الصواريخ التي وصلت إلى آماكن حساسة دفعت العدوتان إلى التصرف بحساب لحماية ماء الوجه وفي الوقت ذاته دون أذي يثير غضب إيران.