لقد كانت تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي مع الرئيس الكينيي واضحة وصريحة، بأن مصر ترفض مقترحَ تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، وأن تهجيرهم ظلم لا يمكن أن نشارك فيه، وأنه لا يمكن الحياد أو التنازل عن ثوابت الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية، وهذه التصريحات القوية هي إعلان موقف مصر، ورد على مقترح تهجير الفلسطينيين لبعض دول الجوار، ومن بينها مصر من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وهذه التصريحات التي لا تصدر إلا من إنسان وطني يعطي المواقف قدر حقها، ويقيم الظروف حسب معطياتها، ويحافظ على وحدة العروبة وتماسكها، ويسعى لحل القضايا العربية بالحكمة وميزان العقل، حيث هذه التصريحات لاقت ترحيبا واستحسانا من كل طوائف الشعب المصري والعربي، وأشاد بها المعارض قبل المؤيد، وحتى أعداء الوطن لم يجدوا أمامهم مخرجا للنقد إلا الإشادة والتفاعل الإيجابي مع هذه التصريحات التي تؤكد ثوابت الموقف المصري التاريخي بالنسبة للقضية الفلسطينية، وأنه لا يمكن أبدًا الحياد أو التنازل بأي شكل كان عن تلك الثوابت.
هذه هي مصر يا سادة، مهما واجهت من ظروف صعبة أو محن سوف، تظل قلب الأمة العربية والتي تحافظ على نسيجه، ولا تركع أو تنحني أمام الضغوط ولا تفرط في مواقفها تجاه أشقائها العرب، رغم المؤامرات والدسائس التي تحيط بها وتحاول النيل منها ومن ترابها ووحدة شعبها، إلا أنها سوف تظل الشقيقة الكبرى لدول الوطن العربي، والحصن الحصين والصدر الدافئ والملاذ الآمن الذي يحتمى به الأشقاء العرب، وقت الشدة، وتهرع إليه وقت الخوف، وتلوذ به للإحساس بالأمان، والأمثلة كثيرة، والتاريخ يشهد على ذلك، المزدهر بمواقف مصر الوطنية المشرفة.
وأخيرا سلمت يا سيادة الرئيس على هذه التصريحات ولا فض فوك أيضا على الإعلان بأنه لا يمكن أبدًا التساهل أو السماح بالمساس بالأمن القومي المصري، ولا نملك إلا أن ندعوا لك.
حفظ الله مصر وشعبها وقادتها واعانها علي تخطي الصعاب ووحد الدول العربية على قلب رجل واحد.