“المناطق الأثرية فى جميع أنحاء الجمهورية معرضة للنهب والسلب من قبل عصابات منظمة لها اتصال بعصابات ومافيا فى الخارج ، فلابد من وقف هذا النشاط الإجرامى “. بهذه العبارة لخص اللواء يحيى كدوانى وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب أزمة تهريب الآثار المصرية المستمرة منذ مئات السنين. وكشف رئيس هيئة الآثار الأسبق الدكتور محمد إبراهيم بكر عن جانب خطير من الأزمة بقوله :” إن الآثار تغري المافيا التي تدفع مبالغ خيالية لخروج الآثار من مصر، وعصابات التهريب تعمل في أماكن كثيرة من مصر لنهب وإخراج الثروات من باطن الأرض، وأن هناك بعض المسؤولين عن الآثار يدخلون ضمن شبكات التهريب “.
وتتجه معظم الآثار المصرية المهربة إلى دول أوروبا وأمريكا ، وهي في الغالب تكون غير مسجلة لإستخراجها في عمليات حفريات وتنقيب غير شرعي يقوم به مواطنين وأجانب وعصابات وبعثات علمية سرية ظو وعدم تسجيلها يعطي شرعية للمشترين سواء أفراد أو هيئات أو دول لإمتلاكها وعرضها علنا كتراث عالمي وفقا لتصنيف منظمة اليونسكو العالمية لذلك يدفعون فيها ثمنا باهظا ، وبالتالي سيكون من الصعب إعادتها وفقا لتصريحات شعبان عبد الجواد رئيس إدارة الآثار المستردة بوزارة الآثار .
وذكر تقرير نشرته صحيفة (الموندو) الأسبانية للكاتب خابيير مازورا أن الآثار المصرية استقرت في 11 مدينة أوربية وأمريكية هي لندن وبرلين وباريس وفيلاديلفيا ونيويورك وتورين وليدن وأكسفورد وروما وبرشلونة ومدريد. وجاء فيه بالنص :”هذه المدن نالت من الفراعنة ما لم تأخذه مصر من خلال توزيع كثير من الآثار المصرية عليها”. وشمل التقريرالأسباني وموسوعة ويكيبيديا الحرة على أرقام مذهلة تثير غضب المصريين على ضياع تاريخهم وتفرق آثارهم بين الدول ، فيوجد في المتحف البريطاني 110 الاف قطعة آثرية مصرية منها حجر رشيد ،(ولا تشمل مجموعة وندورف التي أُهديت إلى المتحف سنة 2001 والتي تضم ستة ملايين قطعة أثرية ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ في كل من مص والسودان). و80 ألف قطعة في متحف بترى للآثار المصريه التابعة لكلية لندن الجامعية ، و80 ألف قطعة في متحف برلين الجديد بألمانيا، و 50 ألف قطعة أثرية في متحف اللوفر بباريس، و حوالي 45 ألف قطعة في متحف الفنون الجميلة بمدينة بوسطن الأمريكية ، 32 ألف و500 قطعة بمتحف مدينة تورينو بإيطاليا.
الحقيقة المرة أن مئات الآلاف من آثارنا التي تحمل تاريخنا مفرقة بين المتاحف في أرجاء المعمورة بلغ عددها طبقا لاحصائيات موسوعة وكيبيديا 40 متحفا وأكثر القطع موجودة في متحف البريطاني بلندن 110 الاف وأقلها الف قطعة موجودة في متحف كليفلاند للفن بأمريكا.
ومن وجهة نظري يعد ” حجر رشيد ” أهم قطعة آثرية خرجت من مصر لأنه بعث الحياة من جديد في تاريخ مصر القديم بعد أن قام العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون بفك رموز اللغة المصرية القديمة “الهيروغليفية ” ونشره الترجمة الكاملة للنص المكتوب على الحجر عام 1828.
ونقل حجر رشيد الى باريس بعد إكتشافه عام 1799 ،الغريب أن بريطانيا تسلمته عام 1802 بمقتضى اتفاقية أُبرمتها مع فرنسا في غياب كامل للمصريين اصحابه الأصليين.
وللحديث بقية