ليس غريبا أن يلجأ رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو الي لعبة قذرة جديدة ليضعها أمام الإسرائيليين ويطلق العنان لوعود مجرمة الغرض منها كسب ثقتهم وتحقيق النجاح في الانتخابات العامة الإسرائيلية المقرر اجراؤها يوم 17 سبتمبر الجاري .. هذه المرة يؤكد نتنياهو مواصلة تحديه للعالم كله والشرعية الدولية وكل المعاهدات والمواثيق الدولية ضاربا عرض الحائط بكل ذلك .. إلي جانب تدمير القيم والمبادئ التي هو في الأصل لا يعلم عنها شيئا ولا يضعها في حساباته عند اتخاذ القرارات علي الاطلاق ..
تعهد نتنياهو بضم غور الأردن وشمال البحر الميت الي إسرائيل في حال نجاحه في الانتخابات وهو يعلم أنه يخاطب أناس تربوا علي الطمع ويعشقون الجشع وحب التوسع والتملك واغتصاب حقوق الغير .. وهو يعلم جيدا ان اسرائيل لديها معاهدة سلام مع المملكة الأردنية الهاشمية منذ عام 1994 وان هذه الخطوة اذا تمت ستشعل المنطقة وتقوض أي فرصة للسلام فيها ..
ويعد نتنياهو الإسرائيليين بهذه الفكرة وهو يعلم أن معناها المباشر هو القضاء علي فرصة حل الأزمة الدائمة مع الفلسطينيين وتدمير حلم اقامة دولة فلسطينية وهو مايسعي إليه نتنياهو الذي لا يفكر ابدا في السلام ويهدر كل الفرص المتاحة لتحقيقه ..
ويمثل غور الأردن الذي تبلغ مساحته حوالي 2400 كيلو متر نحو 30% من الضفة الغربية .. وامعانا في البجاحة والتطاول الصهيوني كان نتنياهو يخطط لإعلان ضم الضفة الغربية كاملة الي اسرائيل الا أن بعض من حوله نبهوه الي ان هذه الخطوة يمكن أن تشعل المنطقة وان المجتمع الدولي يمكن أن ينقلب علي إسرائيل .. أما الاكتفاء بضم غور الأردن فيمكن أن يكون قرارا لا يتسبب إلا في بعض ردود الأفعال التي لن تتعدي الادانات الدولية ..
ويبدو ان نتنياهو لا يهمه وجهة نظر المجتمع الدولي مستندا الي التحيز الأمريكي السافر خاصة في ظل الإدارة الحالية برئاسة دونالد تراب الذي تؤكد كل تصرفاته انه لايهمه إلا رضا إسرائيل والصهاينة مهما كانت تصريحاته التي يحاول أن يخدع بها العالم كله ويؤكد من خلالها أن لديه مشروع لحل الأزمة في المنطقة وإنهاء التوتر والإحتقان المستمر منذ سنوات طويلة ..
والمفروض أن يوجه المجتمع الدولي ضربة استباقية قوية لرئيس وزراء الكيان الصهيوني قبل أن ينفذ تعهداته في حالة نجاحه في الانتخابات حتي لا يشعل أزمة جديدة يمكن أن تقوض الأمل الأخير في أحياء مفاوضات السلام والا يكتفي العالم بالشجب والتنديد لأن إسرائيل تتبع سياسة الأمر الواقع في كل تجاوزاتها والعالم يرد عليها بعد فاصل من الشجب والتنديد بقرار مضمونه يبقي الوضع علي ماهو عليه !!