هذه الجائحةلها عدة اوجه وطبعا اهمها الوجه الصحي ويليه في الاهمية الوجه الاقتصادي. في السيناريو المثالي تختار السلطات في كل دولة ما تعتقد انه الاستراتيجية الانجح من وجهة نظرها طبقاً لظروفها للوصول الى اقل نسبة وفيات واقل ضرر اقتصادي ممكن اثناء الوصول الى مناعة القطيع (مناعة ال70 % من السكان). وبما ان الوصول الى مناعة القطيع عبر لقاح ليست متاحة في الوقت الحالي فالخيارات المتاحة محدودة ومنها ما هو قابل للتطبيق ومنها ما هو غير ذلك.
لا خلاف الان على ان النجاح هو ان يحقق هذا الخيار (في الوضع المثالي) امكانية ان يتم انتقاء ال 70 % هؤلاء (الذين سيكون لديهم مناعة مكتسبة من خلال اصابتهم بالمرض) من الاشخاص الافضل فرصاً في الانتصار في تلك الحرب مع الفيروس وان يتم دعمهم بخدمة طبية متاحة في حال احتياجهم لها. على ان يكون ال 30 % المتبقون (الذين سيتمتعون بمناعة القطيع فقط) من الفئات الاكثر حاجة للحماية مثل كبار السن والمرضى (لا من الVIP من رجال السياسة والاقتصاد المهمين) وهذا ما يطلق عليه الان تسوية او تستطيح منحنى العدوى.
اصبح من المتفق عليه الآن على نطاق واسع أن كل بلدان العالم تحتاج إلى “تسوية المنحنى” عن طريق فرض التباعد الاجتماعي. ومن المتفق عليه ايضاً ان الهدف من ذلك هو إبطاء انتشار الفيروس حتى لا يتسبب تدفق سيول من اعداد المرضى في تعريض نظام الرعاية الصحية للانهيار تماماً، كما حدث او كاد ان يحدث في إيطاليا مؤخراً.
وهذا يعني أن المجتمع يحتاج أن يستمر الوباء في الانتشار ولكن بسرعة منخفضة، حتى نصل الى نسبة ال70 % تدريجياً (هذا بالطبع بافتراض أن المناعة تستمر لفترة طويلة، وهو الامر الذي نأمله لكن لسنا متأكدين منه حتى الان) او حتى يتم انتاج اللقاح.
والسؤال الان: كم من الوقت سيستغرق ذلك، والى اي مدى يجب أن تكون القيود الاجتماعية قاسية؟
علينا بالصلاة والدعاء والالتزام بالاجراءات والتعليمات الوقائية والفحص والاختبار.
عميد طب المنيا السابق