يتردد كثيرا على ألسنة بعض الناس وللأسف أيضا من بعض المتخصصين والمثقفين الإشادة بعصر ما قبل ثورة عام 52 أى عصر الملكية بأن هذا العصر كانت تتميز فيه مصر بالقوة الاقتصادية لدرجة أنها كانت تقرض بعض الدول الأجنبية ومنها بريطانيا، وأن الجنيه الذهب كان يقدر قيمته حين ذاك بنحو 97 قرشا ونصف مصري، وأن مصر كانت دائنة لعدد من الدول وأن شوارع القاهرة كانت نظيفة وأن هناك من العمالة الأجنبية العادية كانت قبلتها مصر للفوز للعمل بها وغير ذلك من المميزات.
لكن بالنظر بطريقة فاحصة إلى طبيعة الحياة فى مصر أيام عصر الملكية سوف نكتشف أن معظم هذه المميزات ومنها قوة الاقتصاد المصرى كان وهما كبيرا لأن الحاشية الملكية كانت تأخذ كل الدخل القومى من صادرات القطن وقناة السويس وغيرها وتضع جزءا منها فى خزائنها والباقى على ملذاتها أما باقى الشعب المصرى وهم نحو 99% كان يعانى الفقر والجوع والمرض والجهل، كما أنه كان لا توجد محطات وشبكات كهرباء فى معظم المحافظات وكانت المراكز والقرى والنجوع تغط فى ظلام دامس وبلا محطات مياه نقية ولا محطات صرف صحية ولا توجد شبكات طرق ولا مدارس ولا جامعات فى معظم المحافظات الا من رحم ربى ولا وسائل مواصلات ولا وحدات إسكان اجتماعى ولا مستشفيات صحية وغيرها من الخدمية الآدمية التى لابد من كل دولة ان تقدمها لشعبها ولذا كانت الحاشية الملكية الحاكمة وهم الملك وأسرته وأقربائه والبشوات ويقدر عددهم بالمئات هم من كانوا ينعمون بخير مصر وبقية الشعب تحت خط الفقر فاين قوة الاقتصاد المصرى حين ذاك.
أما الآن فالدولة المصرية تشهد عهدا من الإنجازات لم تشهده من قبل من مشروعات قومية كبرى فى مجال التسليح والإسكان الاجتماعى والتعليم والصحة والطرق والكبارى والاتصالات والمواصلات ومحطات مياه الشرب والصرف الصحى وفى مجالات الطاقة وغيرها من المشروعات فى كل المجالات وأنفق عليها مئات المليارات من الدولارات ومازالت هناك الكثير من المشروعات التى سيتم تنفيذها وكل ذلك لخدمة المواطن الصرى.
وبمقارنة بسيطة بين ما كان يحيا المواطن المصرى من بؤس ومرض وجهل وفقر فى عهد الملكية والمواطن المصرى الآن من تمتعه بخدمات التعليم والصحة والاسكان ومياه الشرب والصرف الصحى والطرق الحديثة والاتصالات وغيرها من الخدمات ما كان يحلم بها ايام الملكية سوف تجد أنه لا يوجد أى وجه للمقارنة نهائيا بين العهدين مثلما لا يوجد وجه للمقارنة بين الظلام والنور فكفاكم التغنى بعصر الملكية عن جهل والاحتفاء بالواقع عن علم.