شهد المجتمع المصري في الفترة الأخيرة العديد من جرائم زنا المحارم وكانت اغلبها جرائم تثير الدهشة وتجعل قراءها في حالة استنفار واشمئراز
فمثلا شهدت بلدة العياط جريمة إقامة علاقة لأب مع ابنته التي طلقت من زوجها وعادت للإقامة في منزل عائلتها، ولكن كان ينتظرها في منزل والدها اب نسي كل معاني الإبوة ونظر الي ابنته نظرة لا تليق بكونه ابا مع ابنته، فقام الاب بمعاشرة ابنته مرارا وتكرارا حتى حملت منه، ولم تجد الابنة اي ملاذ للورطة التي وضعت فيها سوي ان تعترف لشقيقها عما حدث فقام شقيقها بالابلاغ عن والده، وتم القبض عليه وفي التحقيقات تحدث وقال (اصلها حلوة شبه الأجانب) هكذا كان المبرر الذي قاله الاب الذى يعمل مزارع امام النيابة
ثم نذهب إلى مدينة 15 مايو لواقعة خالة مع ابن شقيقتها
هي امرأة مطلقة ولديها ولد في سن مقارب لابن شقيقتها، وهي التي ترعي أبن شقيقتها بعد وفاتها
وفي يوم ما دخل ابنها المنزل وسمع أصواتا غريبة تصدر من غرفة والدته، اتجه إلى غرفتها ليتفاجأ بابن خالته مع والدته في أوضاع مخلة، ثار الابن من المشهد الذي رآه وما كان من ابن الخالة الي ان يفر هاربا من البلكونة ويلقى نفسه وينزل جثة هامدة، وفي اعترافات الام امام النيابة قالت إنها كانت وحيدة وتقرب إليها ابن اختها واغواها الشيطان لممارسة الرذيلة مع ابن اختها
ومن 15 مايو إلى منشأة القناطر بالجيزة
، تؤام عمرهم 14 عاما ولد وفتاة تركت امهما المنزل بعد خلاف مع والدهما الذي يعمل مزارعا، وأصبح المنزل بدون ام وأب فالام تركت المنزل والأب يذهب إلى العمل
قام الولد بمشاهدة افلام إباحية، دخلت عليه شقيقيته يوما ما أثناء مشاهدة تلك الأفلام، واقنعها ان يفعلوا سويا مثل أبطال هذه الأفلام، وافقت شقيقته وظل الوضع هكذا لمدة سنة حتى علم الأب ما بين الشقيقين، ولكن كان رد فعل الأب رد اقل ما يقال عنه انه تجرد من كل معاني الإبوة فقد مارس الرذيلة هو الاخر مع ابنته ابنة ال14 عاما،فحملت الابنة سفاحا ولا تعلم هل من والدها ام شقيقها وبعد أن وضعت اخذ والدها الطفل ليتخلص منه في احد مياه المصارف فتمكن اهل القرية من القبض عليه، وتسليمه للنيابة، وبعد اعترافات العائلة امام النيابة لهذه الوقائع المخذلة تم إيداع الطفل الصغير في دار رعاية، وتسليم الفتاة الي عمتها لترعاها وتم إيداع شقيقها في مؤسسة الأحداث وتم حبس الاب 15 يوما على ذمة التحقيق
هكذا انتهت عائلة ولا يعلم احد مصيرها
والآن وبعد استعراض جزء من قضايا زنا المحارم التي انتشرت لعلي امام سؤال يثير دهشتي هل الفقر ومستوى المعيشة هو السبب في ارتكاب مثل هذه الجرائم
فقد لاحظنا ان العامل المشترك في كل هذه الحالات هو انخفاض مستوى المعيشة وسكن العشوائيات، وعن طريق البحث تبين لي الاتي :
قام المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بعمل احصائية ، تؤكد أن هناك 24% ممن ارتكبوا جرائم الزنا كانوا من الطلبة، وهو ما يعكس أن الأمر لا علاقة له بالجهل، بل هو مُرتبط بسلوك مُجتمعى، أما العاطلين فلم تتجاوز نسبتهم 5.2%، نسب تعنى خطورة هذه الظاهرة، لافتا إلى أن الظروف الاقتصادية ترتبط ارتباطا أصيلا بانتشار هذه الظاهرة، وهو ما يعنى أن الفقر عامل كبير على ارتفاع نسب زنا المحارم فى مصر، فضلاً عن عدم الزواج هو الآخر دافع لهم لارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة، كما يساعد الإقامة فى غرفة واحدة على ارتفاع نسب هذه الظاهرة، وقد أكد جهاز التعبئة العامة والإحصاء أن هناك 33% من الأسر المصرية يعيشون فى غرفة واحدة، فلا يتعجب أحد من ارتفاع ظاهرة “زنا المحارم”.
لذلك نحن نحتاج لعمل مجتمعي مكثف لنشر الوعي بين هذه الطبقات، كما نحتاج إلى عمل برامج توعية للأسر الفقيرة نبدأ فيها من الام والأب، نحن بحاجة ملحة لإنقاذ المجتمع من مثل هذه الظاهرة فظاهرة زنا المحارم تكون دائما مدخل لارتكاب جرائم أخرى مثل القتل خوفا من الفضيحة
يجب على الجميع أن يقف وقفة حازمة للتصدي لمثل هذه الظاهرة، التي بدأت تثير الاشمئراز، فنحن بحاجة لإعادة تقيم العلاقات الأسرية في مثل هذه الطبقة من المجتمع وتسليط الضوء عليها بشكل يجعلنا نتفادي حدوث مثل هذه الجرائم