من المعروف أن أكبر عظة للإنسان في هذه الدنيا هو الموت؛ حيث قال صلَّى الله عليه وسلَّم ((كفى بـ الموت واعظًا ، وكفى باليقين غنى))؛ لأن تذكره دائمًا يلين القلوب القاسية ويجعل الإنسان محاسبًا لنفسه على ما فعل ويردع النفس عامة عن ارتكاب المعاصي والآثام الكبيرة ويكون مستغفرًا عما ارتكبه، ولكن هناك ناس لم تردعهم عظة الموت؛ بل يساعدون في قتل النفس عامدًا متعمدًا، وأقل ما يطلق عليهم وصف مصاصي دماء الشعب.
وهؤلاء هم الفئة التي ظهرت مؤخرًا في أزمة جائحة كورونا واستغلت حاجة المرضى لأسطوانات الأكسجين، وقام البعض منهم بتخزينها واحتكارها وبيعها بأثمان باهظة فوق طاقة المواطنين، وهناك منهم من قام بوضع الأكسجين في أسطوانات غير معدة، وكانت تستخدم في أشياء أخرى وغير معقمة، وهناك من خفض الكمية المعبأة بالأسطوانات من الأكسجين، وكل ذلك بهدف تحقيق أرباح كبيرة وبسرعة ولا يعلمون أنها أموال حرام وسوف تكون نارًا في جوفهم.
ويجب أن يعلم هؤلاء مصاصو الدماء أن ما يرتكبونه في حق المرضى هو قتل عمد ويقيني أن الله سوف يحاسبهم على كل روح أزهقت بسبب عدم عثورها على أسطوانات أكسجين أو عدم المقدرة على دفع ثمنها وهم كثرُ، وأن الله سوف ينتقم منهم أشد الانتقام في الدنيا قبل حسابهم في الآخرة لما اقترفت أيديهم في حق العباد المرضى، واستغلال احتياجهم لأكسير الحياة وهو الأكسجين باحتكاره وبيعه لمن يدفع أكثر.
ولابد من الأجهزة المعنية للدولة الضرب بقوة وبيد من حديد على هذه الفئة معدومي الضمير والقبض عليهم فورًا وتحويلهم إلى محاكمات عاجلة، وعلى السادة القضاة الأجلاء توقيع أقصى العقوبات عليهم حتى لو بلغت الإعدام؛ لأنهم بالفعل تعمدوا منع الحياة عن مرضى كورونا باحتكار الأكسجين الذي يحتاجونه، وهو ليس سلعة يمكن الاستغناء عنها أو لها بديل آخر؛ ولذا فجرم هؤلاء الفئة الضالة والقاسية قلوبهم مثل الحجارة بل أشد قسوة لا يغتفر؛ لأنه يؤدي إلى هلاك الإنسان فورًا.
وقال رسول اللّه “صلّى اللّه عليه وسلّم” (الجالب مرزوق و المحتكر ملعون )، ويبين رسول الله “صلى الله عليه وسلم” أن المحتكر ملعون والملعون هو المطرود من رحمة الله تعالى.
وأدعوا الله أن يشفي مرضانا ومرضى الناس جميعًا، وأن يهدي كل من يفكر أن يستغل أو يحتكر شيئًا يضر به إنسان.
mahmoud.diab@egyptpress.org