كتبت – سامية الفقى
ذكرت دراسة للمركز المصرى للفكر والدارسات الاستراتيجية، أن مبادرة حياة كريمة تعد أحد المشروعات القومية التى تهدف لتحقيق تنمية شاملة مكتملة الأركان، وتهدف إلى تحسين مستوى خدمات البنية الأساسية، والعمل على تحقيق التنمية الاقتصادية وتوفير فرص عمل، وتقديم الرعاية الصحية، وإطلاق حملات توعية ثقافية ورياضية، بجانب برامج للتأهيل النفسى والاجتماعى، ومن ثم يتحقق الهدف الرئيس للمشروع وهو الارتقاء بالمستوى الاقتصادى والاجتماعى والبيئى للأسر فى القرى الفقيرة، فى ضوء ما تقدم من معطيات.
ويمكن القول إن مشروع حياة كريمة يقدم نموذجًا لمكافحة الإرهاب عبر الأطر التالية:
1- تجفيف منابع التجنيد لدى الجماعات الإرهابية، وأن المشروع يساهم فى تجفيف منابع التجنيد على خلفية التهميش الاقتصادى، إذ أن العوامل الاقتصادية تلعب دورًا مباشرًا فى انخراط الأفراد فى التنظيمات الإرهابية، حيث تستغل الأخيرة الاحتياجات المادية والمالية للأفراد، ومن ثم يكمن الهدف الرئيس للمشروع فى تحقيق التنمية الاقتصادية للمجتمعات المستهدفة لتوفير فرص عمل للمواطنين، وبالتالى الحيلولة دون تجنيدهم.
2- حلقات اتصال استباقية، يعد المشروع حلقة اتصال استباقية فعالة بين الدولة والمجتمعات المحلية، إذ يهدف إلى القضاء على أى ثغرات تستطيع أن تنفذ منها التنظيمات الإرهابية إلى المجتمع المصرى، وذلك فى ضوء احتمالية استغلال الأخيرة تراجع الخدمات المقدمة فى بعض المناطق، عبر نشر خطاب احتقانى من ناحية، أو عبر تقديم نفسها كبديل للدولة بتوفيرها تلك الخدمات من ناحية أخرى، ومن ثَمَّ، أدركت الدولة المصرية استراتيجية التنظيمات الإرهابية القائمة على فقه استغلال الأزمات واتخذت الأولى خطوات استباقية ليس فقط من شأنها علاج نتائج الأزمات بل امتدت إلى علاج أسبابها.
3- الوقاية والتحصين، ويمكن القول إن الارهاب هو محصلة للتطرف الفكرى، وبناء على ذلك يعمل المشروع على وقاية وتحصين الفئات المستهدفة من الأفكار المتطرفة عبر مسارين؛ الأول، الاهتمام بالتعليم عبر بناء ورفع كفاءة المدارس وتجهيزها وتوفير الكوادر التعليمية ومحو الأمية، والثانى، إطلاق حملات توعية ثقافية ورياضية، بجانب برامج لتأهيل نفسى واجتماعى، وبالتالى تساهم تلك الخطوات فى رفع مستوى الوعى والإدراك لدى الأفراد وتحول دون تطرفهم الفكرى.
4- تعزيز الانتماء: يتميز المشروع بكونه بوتقة تجمع وتوحد جميع الجهود بالاشتراك مع العديد من الوزارات والهيئات المعنية بالتنفيذ فى المراكز والقرى بجانب عدد من الجمعيات الأهلية وشباب البرنامج الرئاسي ومئات الشباب المتطوعين؛ وذلك بهدف إحداث التحسن النوعي في معيشة المواطنين المستهدفين ومجتمعاتهم على حد سواء.
5- تعزيز وتوسيع مفهوم المشاركة الشاملة بين مكونات المجتمع ككل، وبالتالى توفير إحساس قوى بالانتماء والولاء للوطن. الأمر الذي من شانه دحض الأطروحات الفكرية للتنظيمات الإرهابية التى تستهدف خلق حالة من الانفصال الشعورى عن المجتمع في ضوء مفهوم “العزلة الشعورية” المؤسس للفكر الإرهابي المتطرف، والذى يقسم المجتمع إلى ثنائية.